نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 255
وسلاطينكم تشهد بكذبكم
وافترائكم في ذلك - أي في ادعائهم الإسلام - وقد رأينا لما فتحنا الحجرة الشريفة
على ساكنها أفضل الصلاة والسلام عام (اثنين وعشرين) رسالة لسلطانكم (سليم) أرسلها
ابن عمه إلى رسول الله k يستغيث به ويدعوه ويسأله النصر على الأعداء، وفيها من الذل
والخضوع والخشوع ما يشهد بكذبكم)[1]
ومنهم السلطان عبد الحميد الثاني
(1327 هـ)، وقد كفروه بسبب انتمائه للطريقة (الشاذلية)، ويذكرون في مبررات تكفيرهم
له رسالة له إلى شيخ الطريقة الشاذلية في وقته يقول فيها: (الحمد لله..أرفع عريضتي
هذه إلى شيخ الطريقة العلية الشاذلية، وإلى مفيض الروح والحياة، شيخ أهل عصره
الشيخ محمود أفندي أبي الشامات وأقبل يديه المباركتين، راجياً دعواته الصالحات،
سيدي: إنني بتوفيق الله تعالى أدوام على قراءة الأوراد الشاذلية ليلاً ونهاراً،
وأعرض أنني لا زالت محتاجاً لدعواتكم القلبية بصورة دائمة)[2]
ولم تكن هذه المواقف علمية فقط،
بل كان لها أبعادا سياسية استغلها الاستعمار أبشع استغلال، وفي أحلك الفترات التي
مرت بها الدولة العثمانية، ومن الأمثلة على ذلك[3]، أنه بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى في أغسطس سنة 1914م، وفي شهر
نوفمبر وافق الشيخ مبارك بن صباح الصباح (ت 1915)، والذي كان حينها موظفا عثمانيا
على الوقوف مع بريطانيا للهجوم على أم قصر، وصفوان، والبصرة، وتم إعلان الحماية
البريطانية على الكويت بصورة رسمية، لتشكل الحرب العالمية بذلك منعطفا تاريخيا
مهما في تاريخ المنطقة[4].