نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 228
عظيمة: (ثم تحرك إلى وجهته
المجر حتى وصل إلى نهر الدانوب، وأمر بتشييد جسر يعبر عليه المسلمون، وتم تشييد
الجسر في مدة زمنية قليلة، وظل عبور الجيش الإسلامي عليه لمدة أربعة أيام، ثم أمر
السلطان برفع الجسر فرفع، فبقي المسلمون في بلاد الكفار، وذلك لشجاعته وقوة
عزيمته، وقطع أطماع العسكر من الفرار إلى بلادهم.. وفي أثناء مسير السلطان سليمان
افتتح عدة قلاع تقع على نهر الدانوب ولها أهمية حربية كبيرة، حتى وصل إلى وادي
موهاكس في ٢٠ ذي القعدة عام ٩٣٢هـ.. (ويوجد مثل
شعبي في المجر، يقولون: أسوأ من هزيمتنا بموهاكس)، بات السلطان والجنود ليلتهم في
الدعاء والتهليل والتكبير، وتضرع السلطان سليمان إلى الله سبحانه وتعالى وسأله
النصر، وكان يمر بين صفوف الجند فيخطب فيهم عن الجهاد وعن فضل الشهادة، وبعدما صلى
السلطان صلاة الفجر دخل بين الجنود وحمسهم)[1]
وهكذا تختلط العبادة التي تدعو
إلى الرقة والإنسانية والتسامح، بتلك العبادة التي يمارسها الإرهابيون، والتي تدعو
إلى العزة والكبرياء والتسلط.. والتي حذر منها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم حين قال: (يخرج في هذه الأمة ـ ولم يقل: منها ـ قوم، تحقرون
صلاتكم مع صلاتهم، يقرؤون القرآن، لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم
من الرمية)[2]، وفي رواية: (يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم)
ثم راح في آخر خطبته يستمتع بذكر
عدد القتلى الذين كان يمكن للمسلمين أن يعرضوا عليهم الإسلام عرضا جميلا، وأن
يحيوهم في سبيل الله، بدل أن يقتلوهم نصرة لله، يقول: (وأما على الجانب الآخر،
فعندما علم ملك المجر لويس الثاني بقدوم المسلمين إليه، أعد جيشا جرارا واستعان
بملوك أوروبا فأمدته ألمانيا بثمانية وثلاثين ألفا من خيرة