نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 227
الآذان، بعد ذلك الحصار الطويل،
وتحت وقع تلك المدافع العملاقة الفتاكة التي اعتبرها الخطيب (فخر الجيوش
الإسلامية)
وذلك نفس ما تطبقه الجماعات
الإرهابية عندما تمارس كل أنواع التوحش، ثم تكبر الله، وتتصور أنها تنتصر له، وهي
لا تعلم أنها تستعمل كل الحجب التي تحول بين الخلق وبينه.
ثم راح الخطيب يصف مشهد الرعب
الذي بثه السلطان سليمان القانوني في نفوس الأوروبيين، فقال: (وكان يوما مشهودا،
فوقعت هيبته في قلوب ملوك أوروبا قاطبة، وبعث إليه ملك روسيا والبندقية وسائر ملوك
أوروبا يهنئونه بالفتح ويعطونه الجزية عن يد وهم صاغرون.. وظل السلطان سليمان
القانوني في بلجراد حتى عيد الفطر وأقام صلاة العيد في أكبر كنائسها بعد تحويله
إلى مسجد)[1]
ولست أدري من أعطي له حق تحويل
الكنيسة إلى مسجد؟.. وهل تصح الصلاة في مسجد غصبت أرضه عنوة؟.. وهل أمرنا الله
بالدفاع عن الكنائس، أم أمرنا بالاستحواذ عليها.. ألم يقل الله تعالى: {وَلَوْلَا
دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ
وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا} [الحج: 40]؟
وهذا ما يدل على أن المسافة بين
أولئك الفاتحين، ومن يؤيدهم من الفقهاء، بعيدة جدا عن الإسلام، وهم يكذبون حين
يذكرون سماحة الإسلام.. فالإسلام السمح هو الإسلام الإلهي الذي جاء به رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، لا ذلك الدين المبتدع الذي وضعته
الفئة الباغية، وأصحاب الملك العضوض.
ثم راح الخطيب يكمل خطبته بذكر
أمجاد أخرى لذلك السلطان، فقال، بنشوة