قدمنا، بلغ ذلك النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقال لي: (يا
أسامة، أقتلته بعد ما قال: لا إله إلا الله؟!)، قال: قلت: يا رسول الله، إنما كان
متعوذا، قال: فقال: (أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟!)، قال: فما زال يكررها
علي حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم [1].
وفي رواية: (قلت: يا رسول الله، إنما
قالها خوفا من السلاح، قال: (أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم: أقالها أم لا)، وفي
رواية: قال النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟!) قال: يا رسول
الله، استغفر لي، قال: (وكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟!) قال:
فجعل لا يزيده على أن يقول: (كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟!)
فهذا الحديث برواياته المتعددة أكثر صحة
وشهرة ودل عليه القرآن الكريم، ولا تقف أمامه كل روايات مجزرة بني قريظة، وقد كان
هذا الأمر فوق ذلك مشهورا يعرفه جميع الناس، ولهذا كانوا يستعملونه للنجاة
بأنفسهم، وقد استعمله بعض الأوس والخزرج، واستعملته قريش عندما نفذت كل أسلحتها.
فهل يمكن أن يغيب عن بني قريظة، أو عن
شبابهم الذي عرضوا للموت ـ كما تقول الروايات المدلسة ـ؟
وهل يمكن أن يكون تمسكهم باليهودية لتلك
الدرجة، مع أنها تبيح لهم ـ على حسب ما يدل الكتاب المقدس ـ أن يستعملوا كل الحيل
للنجاة بأنفسهم.