صدوقا يدلس، وأنه (يروي الغرائب، ويحدِّث عن المجهولين
بأحاديث باطلة)
ويظهر ذلك بوضوح
لمن طالع سيرته، حيث أنه يعتمد على مجهولين في أسانيده، فيقول مثلا: (حدثني بعض أهل العلم) أو (حدثني بعض أهل
مكة) أو (حدثني من لا أتهم)، وإذا ما شك في صحة الرواية عبر عن ذلك بقوله: (فيما يذكرون) أو (فيما يزعمون).. كما أنه يجمع
الروايات أحياناً مع بعضها دون تمييز لها، ويقدم لها بذكر
الأسانيد مجموعة، ويسوق ملخصها.
ومن الأمثلة على
ذلك قوله عند بيان عدد قتلى بني قريظة: (وهم ست مائة، أو سبع مائة، والمكثر لهم
يقول: كانوا بين الثمان مائة والتسع مائة)[1]،
وهو النص الذي اعتمد عليه كل من أرخ للمجزرة، ويستسيغها أو يستثمرها في مهاجمة
الإسلام من غير أن يتثبت في صدق المصدر الذي رواها.
ومن الملاحظات
الجديرة بالاهتمام في هذا الباب خلطه في الأعداد التي يذكرها، ومن الأمثلة على ذلك
أنه تفرد شذوذات عددية خالف بها ما ورد في كتب غيره، وخاصة الصحاح، مثل ما أورده
من أن القراء الذين قتلوا في بئر معونة أربعون رجلا، والذي في صحيح البخاري أن
عددهم سبعون، ومثل قوله: إن أصحاب الحديبيبة سبعمائة، والذي في الصحيحين أنهم ألف
وأربعمائة، وغيرها.