نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 87
لم يحصر ابن عبد الرحمان
نشاطه في نشر دعوته الدينية الصوفية على منطقة القبائل والعاصمة فحسب، وإنما مدّ
نشاطه أيضًا إلى إقليم الشرق الجزائري حيث قام بتعيين خليفة له من أبناء قسنطينة
وهو مصطفى بن عبد الرحمان بن الباش تارزي الكرغلي، فقام هذا الأخير بنشر تعاليم
الطريقة في الإقليم الشرقي حيث نصّب عدة مقاديم أشهرهم الشيخ محمد بن عزوز في واحة البرج قرب بلدة
طولقة[1].
بعد وفاته (1208هـ/1793م)
ازدادت الطريقة نجاحًا واتسعت دائرة نفوذها مما زاد في هياج الأتراك وحنقهم، لذا
فقد قاموا بمحاولة لوضع حد لتدفق الزوار من كل مكان على الزاوية الأم بآيت إسماعيل
فدفعوا بثلاث مجموعات استطاعت إحداها نقل جثمانه إلى الحامة حيث دفن في احتفال
مهيب، ثم بنوا عليه مسجدًا وقبة، على أن سكان قرية آيت إسماعيل حينما تحققوا أن
الجثة لم تفارق قبرها الأصلي - وكانوا قد نبشوا القبر - اعتقدوا أن جثة شيخهم قد
ازدوجت ومنذ ذلك الحين لُقب محمد بن عبد الرحمان بـ (بو قبرين) [2]
وقد استطاع خليفته - علي
بن عيسى - الذي بقي مدة 43
عامًا في منصبه 1208هـ /1251هـ أن يدير الزاوية الأم بكل حكمة ونجاح، مما أكسب
الطريقة انتشارًا واتساعًا في النفوذ سواء في وسط البلاد أو في شرقها وجنوبها، إلا
أن موته أفقد إدارة الزاوية الالتحام والوحدة حيث إن خلفاءه لم يستطيعوا بسط
هيمنتهم على مقاديم الزوايا البعيدة التي أعلنت استقلالها عن الزاوية الأم، وذلك
نتيجة لضعف شخصية هؤلاء الخلفاء من جهة، وسياسة
[1] فيلالي مختار الطاهر:
نشأة المرابطين والطرق الصوفية وأثرهما في الجزائر خلال العهد العثماني، ص 43،
وعبد الباقي مفتاح: أضواء على الطريقة الرحمانية الخلوتية، ص 98، 118، 146.
[2] فيلالي مختار الطاهر:
نشأة المرابطين والطرق الصوفية وأثرهما في الجزائر خلال العهد العثماني، ص 43، 44،
وعبد الباقي مفتاح، أضواء على الطريقة الرحمانية الخلوتية، ص 62.
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 87