نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 86
إسماعيل) وشرع في الوعظ
والتعليم، وقد التف حوله جموع الناس من سكان جرجرة المستقلين عن السلطة العثمانية[1].
انتقل إلى الحامة إحدى ضواحي العاصمة، ومن المحتمل
أنه فعل ذلك فرارًا من خصومه المرابطين الذين عادوه لما حققه من نجاح هدد نفوذهم
في المنطقة، أو لأنه تأكد من رسوخ تعاليمه وانتشارها في المنطقة فرأى أن يستقر
بالقرب من العاصمة ليوسع دائرة دعوته، أسس في الحامة زاوية وأخذ في نشر تعاليم
الطريقة الخلوتية، ولكن سرعان ما أثار سخط المرابطين والعلماء للأسباب التالية:
1 – ابن عبد الرحمان من أبناء الريف، لذا لابد
أن يلقى معارضة من أهل الحضر المرابطين والعلماء خوفًا على نفوذهم.
2 – خوف الأتراك منه لأن قبيلته تنتمي إلى حلف
قشتولة وبالتالي فهي لا تخضع لحكمهم بل معادية لهم، ولهذا الغرض أثار الأتراك
العلماء والمرابطين ضده.
3 – دعوته الدينية تبعث على
إحيـاء الوحدة الروحية والوطنية التي طالما عمل الأتراك من أجل عدم تحققها طوال حكمهم
حتى لا تكون خطرًا على سلطانهم[2].
رأى ابن عبد الرحمان أن
الحكمة تقتضي منه العودة إلى مسقط رأسه فعاد سريعًا إلى زاويته ببلدة آيت إسماعيل،
وبعد ستة أشهر من عودته جمع مريديه وأخبرهم بقرب أجله وعين من يخلفه في منصبه وهو
علي بن عيسى المغربي[3].
[1] فيلالي مختار الطاهر:
نشأة المرابطين والطرق الصوفية وأثرهما في الجزائر خلال العهد العثماني، ص 40،
وعبد الباقي مفتاح: أضواء على الطريقة الرحمانية الخلوتية، ومحمد نسيب: زوايا العلم والقرآن بالجزائر، دار الفكر،
الجزائر، ص 151.
[2] فيلالي مختار الطاهر:
نشأة المرابطين والطرق الصوفية وأثرهما في الجزائر خلال العهد العثماني، ص 41،
42..
[3] فيلالي مختار الطاهر:
نشأة المرابطين والطرق الصوفية وأثرهما في الجزائر خلال العهد العثماني،، ص 43.
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 86