نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 76
بعد هذه المقدمات والتنبيهات، فإننا - باستقراء الطرق
التي تتوفر فيها الخصائص التي ذكرناها - نجد أنها أربعة طرق كبرى، وهي بحسب
تسلسلها التاريخي (القادرية، والرحمانية، والتيجانية، والعلاوية)،
وقد خصصنا كل واحدة منها بمطلب خاص.
ثم أضفنا مطلبا بذكر طرق أخرى كانت لها بعض العلاقة
مع الجمعية، وهي مع ذلك أقل شأنا من هذه الطرق الكبرى، وقد اكتفينا فيها بتعريف
موجز عنها.
المطلب الأول: الطريقة
القادرية
تعد الطريقة القادرية من أقدم الطرق الصوفية التي دخلت إلى
الجزائر عن طريق بجاية، ثم انتشرت في الغرب الجزائري والجنوب الغربي من الصحراء
وباقي مناطق الجزائر وغرب تونس.
وفروعها كانت موجودة في مختلف المدن ولها زوايا
وأضرحة ومساجد في الجزائر وتلمسان وغيرها، ولها أوقاف كثيرة، كانت ترسل مع الحجاج
إلى الزاوية الأم في بغداد، وبقي الحال كذلك في العهد الفرنسي ولكن في ظل إجراءات
مغايرة متضمنة قيودا عديدة.
وتعتبر القادرية أساس ومنطلق كل الطرق
الصوفية في الجزائر، فالمدينية (نسبة إلى أبي مدين شعيب بن الحسين) تفرعت
عن القادرية، وتفرعت عن المدينية
الطريقة الشاذلية، وعن الشاذلية تفرعت طرق كثيرة
كالدرقاوية والجزولية واليوسيفية والعيساوية والشيخية والطيبية والحنصالية، وإن
كانت الشاذلية قد تفرعت عن القادرية إلا أنها أخذت منحى
صوفيا يختلف عن المنحى الصوفي القادري[1].
ويقدر الفرنسيون عدد أتباع الطريقة القادرية في الجزائر سنة 1882 بـ (14.574)
[1] خير الدين شترة، الصلات
الروحية بين الطرق الصوفية في المغرب العربي (الجزائر وتونس أنوذجا)، الملتقى
الدولي الحادي عشر (التصوف في الإسلام والتحديات المعاصرة)، جامعة أدرار، أيام
09/10/11 نوفمبر 2008، ص 405.
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 76