نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 62
رئيسها.
وتتميز هذه الفترة بتجمد نشاط الجمعية فيها مثل سائر
الأحزاب الجزائرية نتيجة الحرب العالمية الثانية، حيث خضعت إلى الأحكام العرفية.
ونحب أن ننقل هنا بتصرف تصوير الشيخ الإبراهيمي لتلك الفترة وما حصل فيها من أحداث،
لأنها – بالإضافة إلى تصويرها الواقع الجزائري في
ذلك الحين بدقة – تصور كذلك الفكر الثوري الذي كان يحمله
الإبراهيمي، وكان يقود الجمعية على أساسه.
يقول ذاكرا الفترة التي
كان فيها في الغرب الجزائري: (بلغت إدارة الجمعية وهي في مستهل حياتها من النظام
والقوة مبلغًا قويًّا بديعًا فأصبحنا لا نتعب إلّا في التنقل والحديث، أما الحكومة
الاستعمارية فإننا بنينا أمرنا من أول خطوة على الاستخفاف بها وبقوانينها، وقد كنا
نعلن في جرائدنا كل أسبوع بأن القوانين الظالمة لا تستحق الاحترام من الرجال
الأحرار، ونحن أحرار فلتفعل فرنسا ما شاءت، وكان هذا الكلام ومثله أنكى عليها من
وقع السهام لأنها لم تألف سماعه، وقد اطمأنت إلى أن الشعب الجزائري قد مات كما صرح
بذلك أحد ساستها الكبار في خطبة ألقاها على ممثلي الأمم في المهرجان الذي أقامته
في عيدها المئوي لاحتلال الجزائر، وكان مما قال: (لا تظنوا أن هذه المهرجانات من
أجل بلوغنا مائة سنة في هذا الوطن، فقد أقام الرومان قبلنا فيه ثلاثة قرون، ومع
ذلك خرجوا منه، ألا فلتعلموا أن مغزى هذه المهرجانات هو تشييع جنازة الإسلام بهذه
الديار)[1]
ثم يذكر تأثير ذلك
السلوك الثوري عليه وعلى الجمعية، فيقول: (ولما ضاقت فرنسا ذرعًا بأعمالي ونفد
صبرها على التحديات الصارخة لها، وأيقنت أن عاقبة سكوتها عنا هو زوال نفوذها
وخاتمة استعمارها، اغتنمت فرصة نشوب الحرب العالمية الثانية، وأصدر رئيس