وقد كان الإبراهيمي في تلك الأثناء منفيا
بآفلو[2]، ولم ترفع عليه الإقامة الجبرية إلا سنة 1943، فانتخب كرئيس
للجمعية غيابيا، وظل يشغل هذا المنصب إلى غاية اندلاع الثورة، رغم بعده عن الساحة.
ويمكن من خلال استقراء الأحداث والمواقف التي وقفتها
الجمعية في عهد إلى مرحلتين:
المرحلة الأولى
( 1939- 1944 ):
مع قيام الحرب العالمية الثانية، طالبت فرنسا كافة
الهيئات الجزائرية بتأييد موقف فرنسا، لكن الجمعية رفضت، وكانت المواجهة مع السلطة
الفرنسية مباشرة، ولهذا أصدرت السلطات قرارًا بإلغاء الجمعية عام 1940، وتوفي ابن
باديس في نفس العام، وخلفه محمد البشير
الإبراهيمي في رئاسة الجمعية، ولكنه اعتقل وعُذِّب
في عام 1941، ثم قامت سلطات الاحتلال بنفيه إلى الصحراء، وفي عام 1946 عادت
الجمعية إلى النشاط بعد الإفراج عن
[1] وقد ذكرت بعض المصادر
أنه عند وفاة ابن باديس حضر ممثل الوالي العام الفرنسي الكومندان شال، واقترح عليهم تعيين
العقبي مقابل تقديم العون، بالرغم من أ ن هذا الأخير قد استقال من عضوية
الجمعية منذ سبتمبر 1938، بسبب الخلاف الذي وقع بينه وبين ابن باديس نتيجة رسالة الولاء والتأييد التي كان سيبعثها العقبي للحكومة الفرنسية في حرﺑﻬا ضد ألمانيا.
(CH-R-Ageron:.Histoire de L'Algérie Contemporaine, Op-Cit, p 579.(
[2] يذكر المناصرون
للإبراهيم في سبب اعتقاله أن فرنسا عرضت عليه في بداية الحرب العالمية الثانية أن
يقبل بمنصب شيخ الإسلام في الجزائر إن هو قال أو كتب ما يؤيّدها في حربها ضد
ألمانيا، فرفض ذلك بإباء وشموخ، فكان أن نفي إلى الصحراء. (انظر: الدكتور عبد
العزيز الصغير الدخان، جمعية العلماء ـ ابن باديس ـ البشير الإبراهيمي: المصابيح المشرقة في ليل مظلم طويل، على موقعه بالانترنت (http://dr-dakhane.com/main/textshow-27.html))
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 61