نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 354
على التدخين، ويدمنون على ما هو أكثر من الدخان أيضا،
من غير أن يقدح ذلك في مروءتهم أو في دينهم، فقلت: إن المدمنين على هذه الآفات هم
ممن لا مروءة لهم ولا دين، قال: لا يقول كلامك هذا إلا من كان مسلوباً من
الإيمان، قلت: ويحك، فهل تعتقد أن تعاطي هذه الآفات هو أمر مباح؟ قال: لا، ولكني
أعتقد أن الإنكار على أسيادنا، لا يجوز مهما ارتكبوا من الكبائر والموبقات، قلت:
وهل أسيادك هم فوق الشرع الشريف حتى لا تنالهم أحكامه؟ قال: دعنا من هذا الكلام) [1]
بل إن الزاهري يذكر أن من
أتباع الطرق الصوفية يهود ظلوا على يهوديتهم، وأن العلاقة التي تربط مريدي الطريقة
بهم أكثر من العلاقة التي تربطهم بالمسلمين، فيقول – على لسان هذا
الطرقي التائب - : (كان اليهود في بعض نواحي الصحراء، قد دخلوا هم أيضاً في الطرق
الصوفية، من غير أن يدخلوا في الإسلام، وكان قد اعتنق طريقتنا منهم عدد غير قليل،
فجعل سيدنا عليهم(مقدما) يهودياً منهم.. ولا أكتمكم، أننا كنا نحب هذا المقدم
اليهودي، ونحب هؤلاء اليهود الذين هم إخواننا من الشيخ أكثر مما نحب أي مسلم من
المسلمين، الذين يتبعون الطرق الأخرى، وكما أن اليهود يسمون غيرهم-[الكوييم]-
فإننا نحن أيضاً نسمي غيرنا من المسلمين باسم القراميط.. وبالجملة، فلم نكن نعرف
الحب في الله والبغض في الله، وإنما كنا نعرف الحب في الشيخ والبغض في الشيخ)[2]
وهكذا تستمر القصة – وبلغة بسيطة
–تجمع جميع ما ترمي به الجمعية الطرق الصوفية في محل واحد، لتعتبرها
جميعا ضلالا وشركا، ثم تعلن انتصار الجمعية عليها بتوبة الطرقي، وتحوله إلى مصلح
بمجرد توبته.
والملاحظة التي يمكن أن
ندلي بها هنا هي أن هذه القصة ليست سوى نوع من القذف
[1] الزاهري، اعترافات طرقي قديم، جريدة الشريعة النبوية المحمدية، العدد7، ص 2.
[2] الزاهري، اعترافات طرقي قديم، جريدة الشريعة النبوية المحمدية، العدد7، ص 4.
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 354