نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 353
الصالحات، ومن أفضل ما
يقربها إلى الله زلفى، ففرحنا نحن بها، وصرنا نسميها"سكينة"تشبيهاً لها
بسيدتنا سكينة بنت زين العابدين رضي الله عنها)[1]
ويذكر الزاهري كيف كانت
تنتشر العداوة بين الطرق الصوفية بسبب خلافات بسيطة، فيقول: (على أن الطرق الأخرى
يحمل أتباعها لنا من الضغينة والحقد أكبر مما يحمل أتباع طريقتنا، فقد جربت ذات
يوم أن أتودد إلى أهل طريقة، فرفضوا ودادي، وذلك أن جلست معهم في حلقة لهم عقدوها
لتلاوة أورادهم، وكان من عادتهم أن يغمضوا أعينهم عند تلاوة هذه الأوراد، وكان من
عادتنا نحن أن نفتح أعيننا، وأن لا نغمضها عند قراءة الأوراد، وما هي إلا أن عرفوا
أنني لا أغمض عيني حتى طردوني، وقالوا لي:أنت لست من طريقتنا!!) [2]
وهو يحاول عن طريق اعترافات هذا الطرقي أن ينسب كل
الرذائل والآفات إلى مشايخ الطرق بطريقة سردية بسيطة، فيذكر أنه قد في بعض الطلبة
لتصوره أنه من الإصلاحيين لكنه ما إن زار زاوية من الزوايا فوجده فيها حتى تغير
موقفه منه، وقد جرى في سر هذا التغير هذا الحوار الذي ذكره الزاهري، فقال: (وقال لي: لقد حضرت أنا نفسي على
هذا الشيخ درساً في التوحيد يلقيه على أسيادنا، فظننت أن الإمام الأشعري هو الذي يلقي هذا الدرس علينا، فقلت: لقد
أصبح الطالب في نظرك شيخاً نظير الإمام الأشعري، ولكن في أي مسألة من مسائل التوحيد كان
درس هذا الشيخ؟ قال: كان في مسألة "كرامات الأولياء"، وقد ذكر من كرامات
شيخنا أكثر من مائة وخمسين كرامة، فقلت له: يا فلان، هل نسيت ما كنت تقوله يوم
لقيت هذا الطالب أنه قليل العلم مدمن على التدخين، فقال: أما ما قلته عنه من قلة
العلم فقد كنت مخطئاً فيه، واليوم تبين لي أنه غزير العلم، وحسبك أنه أستاذ
لأسيادنا، وأما أنه مدمن على شرب الدخان، فهذا أمر لا بأس به، لأن أسيادنا هم
أنفسهم يدخنون ويدمنون
[1] الزاهري، اعترافات طرقي قديم، جريدة الشريعة النبوية المحمدية، العدد7، ص 3.
[2] الزاهري، اعترافات طرقي قديم، جريدة الشريعة النبوية المحمدية، العدد7، ص 4.
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 353