responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 327

جورا عن الحق، أو اعوجاجا عن الهدى قوموني بعلم وصدق وأدب، لأن هذه السنة سنة من يرغب حقا، وهذه الطريقة أدخل في باب النصيحة والوصول إلى المفاهمة. ولكن الله تعالى أبى أن تكون هذه الطائفة العليوية أهلا لمثل هذا فما عدوا قدرهم ولا تجاوزوا الفهم)[1]

وهكذا يمضي المقال لا يذكر أدلة المخالف ليقبلها أو ليرفضها أو ليبين محلها من العلم، وإنما يضيع كل الجهد في الحديث عن شخص المخالف أو عن الطائفة التي ينتمي إليها.

ولا نعلم من خلال المقال الطويل إلا شيئا واحدا هو أن هذا المجاجي كتب مقالا يرد على الشيخ العربي عارضه به، وعنونه (الخلـوة في الإسـلام)، وقد عبر عن هذه الفائدة وسط كم من الألفاظ كان يمكنه أن يستغني عنها، فقد قال:( كتبنا حقا وذدنا عن الدين، ودافعنا عن حياض الصوفية رضي الله عنهم، فكتب حضرة العارف بالله كما يقولون بجهل لم ير الناس مثله، وقال بهتانا آثما صاحبه، ودافع عن شهوات إبليس، كتبنا كما علمت بالعنوان المار أعلاه مقالا، فجاء العارف المجاجي بعنوان ( الخلـوة في الإسـلام)، وكأن هذا المخلوق الشاذ لم ير كلام الناس على اختلاف لغاتهم ونحلهم أن الكلام المقيد غير المطلق وإن نفى المقيد الخاص لا يلزمه نفي المطلق لا لغة ولا عرفا، فإذا نفينا العقل والعلم عن المجاجي، كما هو الواقع، لا يلزم منه نفي العقل والعلم المطلقين، وإلا لنبذت صحيفة البلاغ الجزائري عند العموم. وهذا ما يعرفه الأسود والأحمر قبل ظهور كتاب العليويين..)[2]

إلى آخر مثل هذا الكلام الذي لا مبرر له، وكان يمكنه أن يتجاوزه جميعا ليدخل في الموضوع مباشرة، ويفترض أن قصد محدثه طيب، ثم يناقشه في مقالاته بكل هدوء.

ولكن العربي التبسي لم يكن يمارس وظيفة الحوار العلمي لترشيد المخالف، وإنما كان يستعمل أسلوب المحارب الذي لا يرضيه إلا أن يجهز على خصمه.


[1] نقلا عن: منارات من شهاب البصائر (آثار الشيخ العربي بن بلقاسم التبسي) للدكتور أحمد عيساوي، ص168.

[2] المصدر السابق، ص169.

نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 327
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست