نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 322
يكون لنا إلا بشير
واحد. وليعلم هو وليعلم الناس أن له من يقف حواليه لشد أزره، وله من يقف وراءه،
وله من يستعد لحمل الراية في ميادين الإسلام والعربية والإصلاح)[1]
والإبراهيمي يقول عن
التبسي: (والأستاذ
التبسي عالم عريق
النسبة في الإصلاح، بعيد الغور في التفكير، سديد النظر في الحكم على الأشياء، عزوف
الهمّة عن المظاهر والسفاسف)[2]
وهكذا، فكلهم يشهد
لنفسه ولأخيه بالاقتدار العلمي، ولكنا عندما نبحث عن دلائل ذلك الاقتدار لا نجد
إلا مقالات فيها بلاغة وبيان عريق، ولكن لا نجد أبدا أي تحقيق علمي، أو إنتاج علمي
يرقى إلى المراتب التي يمكن اعتبارها علميا.
وسر ذلك بسيط، وقد
استفدته من أستاذي الدكتور أحمد عيساوي، فهو يذكر
كل حين حقيقة مهمة، وهي أنه يستحيل على من يتبنى المنهج السلفي، وخاصة الوهابي أن
يتعلم أو يصير عالما، وذلك لأنه يسد أذنه عن الآخر، ومن سد أذنه يستحيل أن يتعلم.
بالإضافة إلى هذا فإن
المنهج السلفي يقصر دارسته على ما قاله شاعرهم[3]:
العلم قال الله قال
رسولُه
قال الصحابةُ ليس
بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف
سفاهة
بين الرسول وبين رأى
فقيه
كلا ولا جحْد الصفات
ونفيها
حذرا من التمثيل
والتشبيه
وهو لذلك لا يدرس الفلسفة، ولا العلوم التجريبية
ولا أشياء كثيرة، ولهذا، فإنا لو قارنا
[1] جريدة البصائر، السلسلة
الثانية، السنة الخامسة، عدد 204، 20/ 10/1952م الموافق 01/صفر/1372هـ، ص2 .