ولسنا ندري كيف عرف هذه النية، ثم ما الضرر فيها، إن
اعتقدوا صلاحه، فهم يحيون صلاحه لا ذاته، وكأنهم يقولون للمجتمع: انظروا لحرمة
الصالح حيا وميتا.
لكن الجمعية للأسف في موقف آخر تقبل النيات – مع كونها مجهولة- وتعتبرها، بل تلتمس الأعذار لأصحابها،
ومع من؟ مع من سب الدين، بل سب الله ورسوله، مع أن العلماء مجمعون على كفره، في نفس
الوقت الذي تشتد فيه على من ذكر الله في جماعة أو التزم أورادا يذكر الله بها صباح
مساء, فقد اعتذروا للأول، وتشددوا مع الثاني، ثم بعد ذلك نتساءل عن السر الذي جعل
الجزائريين من أكثر أمم الأرض سبا لله ورسوله.
وكيف لا يكون الأمر كذلك، وقد ابتليت بمن يبدع الذاكر
ويكفره، ويعتذر للساب ويدافع عنه.
وحتى لا يكون حديثنا دعوى سننقل الفتوى بحروفها،
ونعقب عليها بالفتوى المرتبطة بالأذكار التي تحرص عليها الطرق الصوفية.
كان السؤال الموجه للشيخ
العربي التبسي باعتباره رئيس لجنة
الفتوى في الجمعية هو:(ما قول سادتنا العلماء فيمن يسب الدين من رعاع المسلمين
وسفهائهم ؟ هل ذلك السب يخرج به الساب من الملة ويعتبر به مرتدا داخلا فيمن تشملهم
آية {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} [الزمر: 65] ؟)[2]
فأجابه الشيخ العربي بأن
هذا الشخص الذي ســـب الدين لا يخلو حاله من أحد احتمالين[3]: