نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 308
وجزئية من جزئياتها : (
إن رأي الأمة يكفي في تمثيله أهل الحل والعقد، قلوا أو كثروا . ولا يشترط في
ذلك التمثيل حضور جميع الطوائف، وذكروا لذلك مسألة البيعة للخليفة، فإن من
حضر من أفاضل الصحابة في كل من خلافة الخلفاء الأربعة انعقدت بهم
الخلافة، ولزمت الأمة على اختلاف ديارها، ومذاهبها، وزعمائها، ومن خرج عن
تلك البيعة لم يضرها في نظر الإسلام، والأمة الإسلامية )[1]
وهذا الدليل كما يصح أن
تستعمله الجمعية يصح أن يستعمله غيرها، بل إن الطرق الصوفية في المناطق التي كانت
تستحوذ عليها كانت تمارس هذا الأسلوب، فقد كان شيخ الطريق هو الأب الروحي والحاكم
السياسي والقاضي لمن يرى أهليته للمشيخة، وعلى هذا الأساس استطاعت الطرق أن تحقق
بعض نجاحاتها التي أشرنا إليها عند الحديث عن مشروعها الإصلاحي.
ولكني مع البحث الشديد،
لم أجد طريقة صوفية تلغي من سواها، جل ما في الأمر أن كل شيخ يطلب من أتباعه الثقة
فيه، وأن يروا فيه أنه أهل للمشيخة، بل إنه أولى من يمثلها، وهذا شيء طبيعي، فلا
يمكن للمريض أن يستفيد من علاج الطبيب أو يستعمله وهو يشك فيه، أو يرى أن غيره
أولى منه.
وما ذكره الشيخ العربي
التبسي من هذه
المقاييس طبقه بكل دقة الشيخ البشير الإبراهيمي حين خاطب
بكل عنجهية الذين طلبوا منه المناظرة في مسائل فرعية محددة، وبكل أدب[2]،
[1] جريدة البصائر
: جريدة البصائر، السلسة الثانية، عدد 230، الجمعة 11/رمضان/1372هـ الموافق
22/ماي/ 1953م، ص 1.
[2] نص البشير الإبراهيمي على مضمون رسالتهم بطريقته التهكمية، فقال: تلقينا صبيحة يوم
الاثنين الماضي رسالة مضمونة متتوجة باسم جامعة اتحاد الطرق الصوفية، ومنتعلة باسم
كاتبها العام. وبين التاج والنعل سطور جميلة الخط (قريبة الأسلوب في أساليب
التوثيق من المحاكم) ولكن تحتها من المعاني ما يضحك الثكل، ففيها بعد البَسْمَلة
بالقلم العريض: تعالوا إلى المناظرة. وفيها بعد اسم رئيس جمعية العلماء والسلام
عليه ورحمة الله ما نصه بالحرف: "أما بعد، فإنكم تعلمون علم اليقين أن ما فكك
الأمة المسلمة الجزائرية ومزق وحدتها حتى صارت متنافرة متخالفة بعد أن كانت
متقاربة متألفة هو ما أدخلتموه عليها من التشكيك في أمر دينها اعتقادًا وعملًا،
وأفتيتموها في كل مسألة خلافية بما يعد خروجًا عن دائرة الحق والإنصاف وولُوجًا في
ورطة الشذوذ والاعتساف، ولطالما انتظرنا رجوعكم إلى الجادة، ولكن ذهب انتظارنا
سدى. وبناءً على هذا فإننا ندعوكم باسم الدين إلى "المناظر" في المسائل
الآتي ذكرها، ونرجوكم أن لا تتخلفوا كما تخلفتم في المرة الأولى عن موعد المناظرة،
ولكم الشكر".
هذا نص الديباجة، وبعدها
سرد المسائل، وهي إحدى عشرة مسألة) انظر: آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي (1/ 300)
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 308