نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 303
الاستقلال مما
جعلها تستعلي على المجتمع، ثم تتميز عنه، ثم في الأخير تصطدم معه، ولو أنها تعاملت
مع المجتمع على أنها طرف فيه، لا باعتباره الطرف الوحيد لما وقعت في الأزمة التي
وقعت فيها.
وقد قدم الشيخ العربي
التبسي لهذا
التقرير الذي يريد من خلاله أن يلغي الآخر بذكره ما ذكر الفقهاء حول الأحكام
المرتبطة بعدم الإمام، قال: (قال فقهاء الإسلام في بيان حكم هذه القضية بالنسبة
إلى الإمام واستعمال سلطته في نشر العلم : ومعلوم عندنا بالضرورة أن المسلمين
عندنا إذا فقدوا الإمام وجب على جماعة المسلمين أن يحلوا محل الإمام في القيام
بالدين، يقول أولئك الفقهاء : يجب على الإمام في كل مسافة قصر أن يضع فيها من يعلم
الناس أمر دينهم، والدين يقول : يجب على الأمة الجزائرية العديمة الإمام، والحكومة
المعترفة بالإسلام وجوبا شرعيا، أن تقوم كأمة بفروض الكفاية والمعالم العامة
الشعبية والاجتماعية وهذه الأمة الجزائرية عليها أن تمتثل آيــــة : {وَلْتَكُنْ
مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} [آل
عمران: 104]) [1]
وكان في إمكانه بعد هذا
الطرح أن يقترح اجتماع جميع من يمثل الأمة من فقهائها وأعيانها ونحوهم بمذاهبهم
واتجاهاتهم المختلفة ليشكلوا هذه الجماعة لتكون رمزا لوحدة الأمة، وتكون صوتا
عاليا يمكنه أن يؤثر في تحصيل الحقوق أو توجيهها.
لكن الشيخ العربي بدل
ذلك قال – بكل برودة، وكأنه يقرر قضية بديهية لا خلاف فيها- : (وتلك الطائفة
من الأمة المعبر عنها في هذه الآية بلفظ الأمة، هي جماعة المسلمين، وتتمثل في
أمتنا جماعة المسلمين في جمعية العلماء)
ثم بين الدوافع التي
جعلته يذهب إلى هذا، فقال: (فهذه الجمعية هي الطائفة التي توفرت
[1] جريدة البصائر
: جريدة البصائر، السلسة الثانية، عدد 230، الجمعة 11/رمضان/1372هـ الموافق
22/ماي/ 1953م، ص 1.
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 303