والبعض يعتبر أنها مرت
بمرحلتين: مرحلة كانت فيها موالية للإصلاحيين، ومرحلة تغيرت فيها عليهم،
ويعتبرونها بذلك، وكأنها غيرت مسارها والأمر ليس كذلك، وإنما يرجع الأمر إلى
التشدد الذي بلغه سلوك الجمعية مع المخالفين لها، فلما وصل التشدد إلى غايته
القصوى، وسيطر على الجمعية المتشددون وحدهم، ولم يبق في الجمعية أي أطراف أخرى،
مالت الجريدة إلى الجهة الأخرى.
وحتى نتأكد من صحة هذا
نرى أن الجريدة فتحت أبوابها أول الأمر للجمعية وأعضائها، بل ساهمت مساهمات مهمة
في الإشهار بها، خاصة مع انتشارها الواسع، فتحت عنوان (جمعية العلماء منة كبرى
يجود بها قرن العشرين على الجزائر)كتب مامي إسماعيل
يقول: (إذا جاء موسى وألقى العصا، فقد بطل السحر والساحر)[2] مشبها فيه جمعية العلماء بعصا
موسى عليه السلام التي ابتلعت عصي السحرة.
وختم مقاله بدعوة العلماء الى الالتفاف حول المشروع
الذي جاء فيه:
1- سن برنامج
للتعليم العربي يشمل البنين والبنات.
2- العمل على
نشر التعليم الديني والاهتمام بالتربية والإرشاد.
3- طبع وتوزيع
الخطب على أئمة المساجد.
4- نشر فتاوى خاصة
بالمواد الغذائية حلالها وحرامها ومفيدها ومضرها.
5- القيام بحملة
ضد البدع والخرافات وما علق الإسلام من شوائب.
6- تكوين هيئة
عليا تقترح إنشاء كلية إسلامية متوسطة بين الزيتونة والقرويين يكون مقرها العاصبة.
[1] انظر: محمد ناصر: الصحف
العربية الجزائرية من1847-1954م، ص 48
[2] مامي إسماعيل : جمعية العلماء منة كبرى، النجاح، العدد1229 يوم 9
سبتمبر. 1931 ،ص 1.
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 276