نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 123
مخافة أن لا يلبي الدعوة الكثير من الجهات.
وإلى هنا فإن القصد – كما هو ظاهر - نبيل، واللغة التي عبر بها عن المقصد كانت واضحة غاية
الوضوح، ولذا نجحت في أن تجذب إليها أكبر كم من العلماء بمختلف مذاهبهم ومشاربهم،
من (مالكيين وإباضيين، ومصلحين وطرقيين، وموظفين وغير موظفين، كما حضر الاجتماع
طلبة العلم من مختلف جهات الوطن)
ولم يكن ذلك من أثر تلك
النداءات الموجهة عبر الشهاب فقط، بل كانت هناك
مراسلات خاصة شملت أغلب العلماء ورجال الدين الذين كانوا من خريجي المعاهد العليا،
أو أن يكونوا من المشهود لهم بالعلم أو من الذين يتبوؤون مركزا دينيا مهما بغض
النظر عن انتماءاتهم السياسية أو الطرقية أو الإصلاحية[1].
وقد وصف الشيخ
الإبراهيمي نجاحه مع رفيقه ابن
باديس في هذه المهمة، فقال:
(فاستجابوا جميعًا للدعوة واجتمعوا في يومها المقررـ ودام اجتماعنا في نادي الترقي
بالجزائر أربعة أيام)[2]
بل فوق ذلك يذكر
الإبراهيمي، كيف أن أصحاب الطرق مع
علمهم بشدته وشدة ابن باديس عليهم لم يجدوا إلا
التسليم لهم، بل الموافقة على إدارتهم للجمعية، وقد علل ذلك بتمكنه العلمي وتمكن
المصلحين معه مقارنة بمشايخ الطرق وعلمائها الذين وجدوا أنفسهم كالتلاميذ بالنسبة
لهم، يقول في ذلك: (ولما تراءت الوجوه، وتعالت أصوات الحق أيقن أولئك الفقهاء أنهم
مازالوا في دور التلمذة، وخضعوا خضوع المسلم للحق، فأسلموا القيادة لنا فانتخب
المجلس الإداري من رجال أكفاء، جمعتهم وحدة المشرب ووحدة الفكرة… ووحدة المناهضين
للاستعمار. وقد وكل المجتمعون ترشيحهم إلينا فانتخبوهم بالإجماع
[1] أحمد الخطيب، جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و أثرها الإصلاحي في الجزائر،
ص 108.