نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 122
وثيقا (حزب ديني محض)،
من أجل تنقية الدين من الشوائب والبدع التي لحقت به من السذج والجاهلين، وذلك
بالرجوع إلى المصادر القرآنية، وأحاديث الرسول، وتقاليد القرون الثلاثة الأولى،
نحن نتمنى أن يقبل كل شخص هذا الاقتراح، وأن يلبي نداء العلماء ومؤيدي الإصلاح
الذين يؤيدون هذه الصحيفة، وأن يغادروا أفكارهم القديمة، وإذا حصلنا على شهادة
استحسان وقبول من عدد كاف، سنشرع في تكوين الحزب، والله الموفق)[1]
وهذا النداء من خلال عباراته لا يدل على اختصاص
الإصلاحيين به، فالطرقيون – كما سنرى عند الحديث عن توجههم الفكري-
ينكرون البدع ويحاربونها على حسب تصورهم لحقيقتها، ومثلهم الإباضيون، وغيرهم،
فالكل يتفق على إنكار البدع، ويحمل في نفس الوقت تصوره الخاص بها، فلذلك لقي هذا
النداء قبولا من الجميع.
وبعد أن نضج ذلك
التوافق، قرر ابن باديس ومن معه ممن يحمل فكره
وتوجهه إنشاء هذا الحزب الديني الإصلاحي، وقد أعلن ذلك في مارس1931 م حيث خرجت
الشهاب ببيان تضمن دعوة عامة
إلى تكوين جمعية العلماء، ويصرح الإبراهيمي بأنها كانت دعوة عامة
لجميع العلماء الجزائريين بمختلف مذاهبهم وتوجهاتهم، فيقول: (دعونا فقهاء الوطن
كلهم، وكانت الدعوة التي وجهناها إليهم صادرة باسم الأمة كلها ليس فيها اسمي ولا
اسم بن باديس، لأن أولئك الفقهاء
كانوا يخافوننا لما سبق من الحملات الصادقة على جمودهم، ووصفنا إياهم بأنهم بلاء
على الأمة، وعلى الدين لسكوتهم على المنكرات الدينية، وبأنهم مطايا الاستعمار، يذل
الأمة ويستعبدها باسمهم)[2]
فالإبراهيمي يصرح هنا بأن عبارات النداء كانت عامة
تشمل الجميع، وذكر في نفس الوقت أنه والشيخ ابن باديس كانا يقصدان ذلك بدليل أنهما لم يذكرا
اسميهما في النداء،
[1] عبد الحميد بن باديس: نداء إلى العلماء الإصلاحيين (جريدة الشهاب، العدد (3)، 26 نوفمبر 1925)
[2] مجلة مجمع
اللغة العربية، ج21 سنة 1966، ص : 143.
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 122