نام کتاب : المعاد والرحمة والعدالة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 43
قال: (يا ملك الموت، انطلق أنت
وأعوانك إلى عبدي، فطالما نصب نفسه من أجلي فأتني بروحه لأريحه عندي؛ فيأتيه ملك
الموت بوجهٍ حسن، وثيابٍ طاهرة، وريحٍ طيبة، فيقوم بالباب فلا يستأذن بوابا، ولا
يهتك حجابا، ولا يكسر بابا معه خمسمائة ملَك أعوان، معهم طنان الريحان، والحرير
الأبيض، والمسك الأذفر، فيقولون: السلام عليك يا ولي الله، أبشر فإنّ الرب يقرئك
السلام، أما إنه عنك راضٍ غير غضبان، وأبشر بروح وريحان وجنة نعيم: أما الروح
فراحةٌ من الدنيا وبلائها، وأما الريحان من كلّ طيب في الجنة، فيوضع على ذقنه فيصل
ريحه إلى روحه، فلا يزال في راحة حتى يخرج نفسه، ثم يأتيه رضوان خازن الجنة،
فيسقيه شربةً من الجنة لا يعطش في قبره ولا في القيامة حتى يدخل الجنة ريّاناً؛ فيقول:
يا ملك الموت، ردّ روحي حتى يثني على جسدي، وجسدي على روحي، فيقول ملك الموت: ليثن
كلّ واحدٍ منكما على صاحبه، فيقول الروح: جزاك الله من جسدٍ خير الجزاء، لقد كنت
في طاعة الله مسرعاً، وعن معاصيه مبطئا جزاك الله عني من جسد خير الجزاء، فعليك
السلام إلى يوم القيامة، ويقول الجسد للروح مثل ذلك؛ فيصيح ملك الموت: أيتها الروح
الطيبة اخرجي من الدنيا مؤمنة مرحومة مغتبطة، فرقت به الملائكة، وفرجت عنه الشدائد،
وسهلت له الموارد، وصار لحيوان الخلد، ثم يبعث الله له صفين من الملائكة غير
القابضين لروحه، فيقومون سماطين مابين منزله إلى قبره يستغفرون له ويشفعون له،
فيعلله ملك الموت ويمنيه ويبشره عن الله بالكرامة والخير كما تخادع الصبي امه،
تمرخه بالدهن والريحان وبقاء النفس، ويفديه بالنفس والوالدين؛ فإذا بلغت الحلقوم
قال الحافظان اللذان معه: يا ملك الموت ارأف بصاحبنا وارفق فنعم الاخ كان ونعم
الجليس لم يمل علينا ما يسخط الله قط، فإذا خرجت روحه خرجت كنخلة بيضاء وضعف في
مسكة بيضاء، ومن كل ريحان في الجنة فأدرجت إدراجا، وعرج بها القابضون إلى السماء
الدنيا، قال: فيفتح له أبواب السماء ويقول لها البوابون: حياها الله من جسد كانت
فيه، لقد كان يمر له علينا عمل صالح ونسمع حلاوة صوته بالقرآن، فبكى له أبواب
السماء
نام کتاب : المعاد والرحمة والعدالة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 43