نام کتاب : المعاد والرحمة والعدالة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 329
إذ
قلت: كذا وكذا؟ فيذكره ببعض غدراته في الدنيا، فيقول: يا رب ألم تغفر لي؟ فيقول: بلى بسعة مغفرتي بلغت منزلتك هذه،
فبينما هم على ذلك، غشيتهم سحابةٌ من فوقهم، فأمطرت عليهم طيبا لم يجدوا مثل ريحه
شيئا قط، ويقول ربنا: قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة، فخذوا ما اشتهيتم، فنأتي
سوقا قد حفت به الملائكة فيه ما لم تنظر العيون إلى مثله ولم تسمع الآذان، ولم
يخطر على القلوب، فنحمل منه ما اشتهينا بغير بيع ولا شراء، وفي ذلك السوق يلقى أهل
الجنة بعضهم بعضا، فيقبل الرجل من منزلته المرتفعة فيلقى ما هو دونه، وما فيهم دنى
فيروعه ما عليه من اللباس، فما ينقضي آخر حديثه حتى يصير عليه ما هو أحسن منه،وذلك
أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها، ثم ننصرف إلى منازلنا فيلقانا أزواجنا، فيقلن
مرحبا وأهلا، لقد جئت وإن لك من الجمال أفضل مما فارقتنا عليه، فنقول: إنا زرنا
اليوم ربنا الجبار، ويحق لنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا)[1]