نام کتاب : المعاد والرحمة والعدالة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 328
من أرضه، ثم يهتف بصوته، فيقول: يا معشر الجن والإنس،
إني قد أنصت لكم من يوم خلقتكم إلى يومكم هذا، أسمع قولكم، وأرى أعمالكم، فأنصتوا
إلي، فإنما هي أعمالكم، وصحفكم، تقرأ عليكم، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد
غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه) [1]
فهذا
المشهد يصور الله تعالى راكبا في الغمام، ثم يجلس على الكرسي، وعلى الأرض، ثم
يخاطب عباده بحرف وصوت.. وهي جميعا مشاهد يغرم بها المجسمة، لأنهم لا يستطيعون أن
يؤمنوا بإله ليس كمثله شيء.
النموذج الثاني
ما روي من الأحاديث في رؤية المؤمنين
لربهم في الجنة رؤية حسية، ومن أمثلتها ما روي عن سعيد بن المسيب قال: لقيت أبا
هريرة فقال لي: أسأل الله أن يجمع بيننا في سوق الجنة، فقلت أفيها سوق؟ قال: نعم،
أخبرني رسول الله a أن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم، ثم يؤذن لهم في
مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا فيزورون ربهم، ويبرز لهم عرشه، ويتبدى لهم في
روضة من رياض الجنة، فيوضع لهم منابر من نور، ومنابر من لؤلؤ، ومنابر من ياقوت،
ومنابر من زبرجد، ومنابر من ذهب، ومنابر من فضة، يجلس أدناهم وما فيهم دني على
كثبان المسك، وما يرون أن أصحاب الكراسي أفضل منهم مجلسا، قلت: يا رسول الله! هل نرى ربنا؟ قال: نعم، هل تتمارون في رؤية
الشمس أو القمر ليلة البدر؟ قلنا: لا، قال: كذلك لا تتمارون في رؤية ربكم، ولا
يبقى في ذلك المجلس رجلٌ إلا حاضره الله تعالى محاضرة، حتى يقول للرجل منهم: يا
فلان بن فلانة أتذكر يوم كذا وكذا