نام کتاب : المعاد والرحمة والعدالة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 31
أطرافي، فإنه أوعظ لكم من الناطق البليغ. ودعتكم
وداع مُرْصِد للتلاقي. غداً ترون أيامي، ويكشف الله عز وجل عن سرائري، وتعرفوني
بعد خلو مكاني، وقيام غيري مقامي)[1]
ما ورد عن الإمامين الحسنين:
[الحديث: 61] قال الإمام الصادق: (كان للحسن بن علي بن أبي طالب صديقٌ وكان ماجنا،
فتباطأ عليه أياماً فجاء يوما، فقال له الإمام الحسن: كيف أصبحت؟.. فقال: يا ابن
رسول الله.. أصبحت بخلاف ما أحبّ ويحبّ الله ويحبّ الشيطان، فضحك الإمام الحسن ثم
قال: وكيف ذاك؟.. قال: لأنّ الله عزّ
وجلّ يحبّ أن أطيعه ولا أعصيه ولست كذلك.. والشيطان يحبّ أن أعصي الله ولا أطيعه
ولست كذلك.. وأنا أحبّ أن لا أموت ولست كذلك، فقام إليه رجلٌ فقال: يا ابن رسول
الله.. ما بالنا نكره الموت ولا نحبه؟.. قال: (إنكم أخربتم آخرتكم وعمّرتم دنياكم،
فأنتم تكرهون النقلة من العمران إلى الخراب)[2]
[الحديث: 62] سئل
الإمام الحسن: ما الموت الذي جهلوه؟.. فقال: (أعظم سرورٍ يرد على المؤمنين إذا
نُقلوا عن دار النكد إلى نعيم الأبد، وأعظم ثبورٍ يرد على الكافرين إذا نُقلوا عن
جنّتهم إلى نار لا تبيد ولا تنفد)[3]
[الحديث: 63] قال
الإمام السجاد: (لما اشتدّ الأمر بالحسين بن علي بن أبي طالب، نظر إليه مَن كان
معه فإذا هو بخلافهم، لأنهم كلما اشتدّ الأمر تغيّرت ألوانهم، وارتعدت
المعاد والرحمة والعدالة، ص:
32~
فرائصهم، ووجلت قلوبهم، وكان
الحسين وبعض مَن معه من خصائصه تشرق ألوانهم، وتهدأ جوارحهم، وتسكن نفوسهم، فقال
بعضهم لبعض: انظروا لا يبالي بالموت.. فقال لهم الحسين: (صبراً بني الكرام.. فما
الموت إلا قنطرةٌ يعبر بكم عن البؤس والضرّاء إلى الجنان الواسطة والنعيم الدائمة،
فأيّكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر؟.. وما هو لأعدائكم إلا كمَن ينتقل من قصر
إلى سجن وعذاب، إنّ أبي حدّثني عن رسول الله a: (أنّ الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر، والموت جسر هؤلاء إلى
جنانهم، وجسر هؤلاء إلى جحيمهم، ما كَذبت وكُذبت)[4]
ما ورد عن الإمام السجاد:
[الحديث: 64] قال الإمام السجاد: (أيها الناس، اتقوا الله،
واعلموا أنكم إليه ترجعون، فتجد كلّ نفس ما عملت في هذه الدنيا من خير محضرا، وما
عملت من سوء تودّ لو أنّ بينها وبينه أمداً بعيداً، ويحذّركم الله نفسه، ويحك ابن
آدم الغافل وليس بمغفول عنه، ابن آدم، إنّ أَجَلك أسرع شيء إليك، قد أقبل نحوك حثيثا
يطلبك، ويوشك أن يدركك، وكأن قد أوفيت أجلك، وقبض الملك روحك، وصرت إلى منزل وحيدا
فردّ إليك فيه روحك، واقتحم عليك فيه مَلَكاك: منكرٌ ونكيرٌ لمساءلتك وشديد
امتحانك، ألا وإنّ أول ما يسألانك عن ربك الذي كنت تعبده، وعن نبيك الذي أُرسل
إليك، وعن دينك الذي كنت تدين به وعن كتابك الذي كنت تتلوه، وعن إمامك الذي كنت
تتولاه، ثم عن عمرك فيما أفنيته؟.. ومالك من أين اكتسبته وفيما أتلفته؟.. فخذ حذرك
وانظر لنفسك، وأعدّ للجواب قبل الامتحان والمسألة والاختبار، فإن تكُ مؤمناً
تقياً، عارفاً بدينك، متّبعاً