نام کتاب : المعاد والرحمة والعدالة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 302
الباغية
التي حاولت أن تسيء إليه a في كل شيء، حتى في كيفية وفاته.. وإلا فإن رسول
الله a
الذي عاش حياته كلها مشتاقا إلى الله، كان أسعد الناس بتلك اللحظات التي تقربه
لذلك اللقاء..
ومما
يؤيد هذا من كلام أئمة الهدى ما روي عن الإمام الصادق أنه سئل: (صف لنا الموت؟)
فقال: (هو للمؤمنين كأطيب ريح يشمه فينعس لطيبه، فينقطع التعب والألم كله عنه.
وللكافر كلسع الأفاعي، وكلدغ العقارب وأشد)، فقيل له: (فإن قوماً يقولون هو أشد من
نشر بالمناشير، وقرض بالمقاريض، ورضخ بالحجارة، وتدوير قطب الأرحية في الأحداق؟)،
فقال: (كذلك هو على بعض الكافرين والفاجرين، ألا ترون منهم من يعاين تلك الشدائد،
فذلك الذي هو أشد من هذا، إلا عذاب الآخرة، فإنه أشد من عذاب الدنيا)، قيل: (فما
لنا نرى كافراً يسهل عليه النزع فينطفئ وهو يتحدث ويضحك ويتكلم، وفي المؤمنين من
يكون أيضاً كذلك. وفي المؤمنين والكافرين من يقاسي عند سكرات الموت هذه الشدائد؟)،
فقال: (ما كان من راحة هناك للمؤمنين فهو عاجل ثوابه، وما كان من شدة فهو تمحيصه
من ذنوبه، ليرد إلى الآخرة نقياً نظيفاً مستحقاً لثواب الله، ليس له مانع دونه.
وما كان من سهولة هناك على الكافر، فليوفى أجر حسناته في الدنيا، ليرد الآخرة وليس
له إلا ما يوجب عليه العذاب، وما كان من شدة على الكافر هناك، فهو ابتداء عقاب
الله عند نفاد حسناته. ذلكم بأن الله عَدْلٌ لا يجور)[1]
فقد
ذكر الإمام الصادق أن الشدة التي تصيب بعض المؤمنين هي لغرض تطهيرهم، حتى يدخلوا
عالم البرزخ بنفوس طاهرة نقية، ورسول الله a أنقى من أن يحتاج إلى
تطهير.