نام کتاب : المعاد والرحمة والعدالة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 148
يجتمعون في موطن آخر، يكون فيه مقام محمد a، وهو المقام المحمود،
فيثني على الله تبارك وتعالى بما لم يثن عليه أحد قبله، ثم يثني على الملائكة
كلهم، فلا يبقى ملك إلا أثنى عليه محمد a، ثم يثني على الرسل بما لم
يثن عليهم أحد قبله ثم يثني على كل مؤمن ومؤمنة، يبدأ بالصديقين والشهداء ثم
بالصالحين، فيحمده أهل السماوات والأرض.. ثم يجتمعون في موطن آخر ويدال بعضهم من
بعض. وهذا كله قبل الحساب فإذا أخذ في الحساب شغل كل إنسان بما لديه)[1]
[الحديث: 385] قال الإمام علي لمن سأله عن كيفية التوفيق بين قوله
تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾
[القيامة: 22، 23] وقوله: ﴿لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ﴾
[الأنعام: 103]: (إنّ ذلك في موضع ينتهي فيه أولياء الله عزّ وجلّ بعدما يفرغ من
الحساب إلى نهر يسمّى الحيوان، فيغتسلون فيه ويشربون منه، فتنضر وجوههم إشراقاً،
فيذهب عنهم كلّ قذى ووعث، ثمّ يؤمرون بدخول الجنّة، فمن هذا المقام ينظرون إلى
ربّهم كيف يثيبهم، ومنه يدخلون الجنّة، فذلك قول الله عزّ وجلّ من تسليم الملائكة
عليهم: ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴾
[الزمر: 73]، فعند ذلك أيقنوا بدخول الجنّة، والنظر إلى ما وعدهم ربّهم، فذلك
قوله: ﴿إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ [القيامة: 23]، وإنّما يعني
بالنظر إليه النظر إلى ثوابه تبارك وتعالى.. وأمّا قوله ﴿لَا تُدْرِكُهُ
الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ﴾ [الأنعام: 103] يعني يحيط بها)[2]
[الحديث: 386] قال الإمام علي في قوله
تعالى: ﴿وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ﴾ [القيامة: