[الحديث: 377]
قال الإمام علي: (إذا كان يوم
القيامة أهبط الله ريحاً منتنة، يتأذّى بها أهل الجمع، حتى إذا همّت أن تمسك
بأنفاس الناس ناداهم منادٍ: هل تدرون ما هذه الريح التي قد آذتكم؟.. فيقولون: لا،
فقد آذتنا وبلغت منّا كلّ مبلغ، فيُقال: هذه ريح الزناة الذين لقوا الله بالزنا ثم
لم يتوبوا، فالعنوهم لعنهم الله، فلا يبقى في الموقف أحدٌ إلا قال: اللهم العن
الزناة)[2]
[الحديث: 378]
قال الإمام علي: (إذا كان يوم
القيامة بعث الله تبارك وتعالى الناس من حفرهم غرلاً مهلاً (أي مسرعين) جُرداً
مُرداً في صعيد واحد، يسوقهم النور وتجمعهم الظلمة حتى يقفوا على عقبة المحشر،
فيركب بعضهم بعضاً ويزدحمون دونها فيُمنعون من المضي فتشتدّ أنفاسهم، ويكثر عرقهم
وتضيق بهم أمورهم، ويشتدّ ضجيجهم، وترتفع أصواتهم، وهو أول هولٍ من أهوال يوم
القيامة؛ فيأمر الله تعالى ملَكاً من الملائكة فينادي فيهم: يا معشر الخلائق، أنصتوا
واستمعوا منادي الجبّار، فيسمع آخرهم كما يسمع أولهم، فتنكسر أصواتهم عند ذلك،
وتخشع أبصارهم، وتضطرب فرائصهم، وتفزع قلوبهم،
[1] رسالة المحكم والمتشابه: 37، بحار
الأنوار، 7/ 43.