نام کتاب : المعاد والرحمة والعدالة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 111
وإن نجوت يا ابن آدم حين توضع في قبرك فأنت أنت وإلا
هلكت، وإن نجوت حين يُحمل الناس على الصراط فأنت أنت وإلا هلكت، وإن نجوت حين يقوم
الناس لرب العالمين فأنت أنت وإلا هلكت)[1]
[الحديث: 294] عن سعيد بن المسيب قال: كان علي بن الحسين يعظ الناس يزهدهم في
الدنيا، ويرغبهم في أعمال الآخرة بهذا الكلام في كل جمعة في مسجد الرسول aوحفظ عنه وكتب، وكان يقول: (أيها الناس
اتقوا الله واعلموا أنكم إليه ترجعون فـ ﴿تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ
مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا
وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ الله نَفْسَهُ وَالله رَءُوفٌ
بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 30].. ويحك ابن آدم الغافل وليس بمغفول عنه، ابن
آدم إن أجلك أسرع شئ إليك، قد أقبل نحوك حثيثا يطلبك، ويوشك أن يدركك، وكأن قد
أوفيت أجلك، وقبض الملك روحك، وصرت إلى منزل وحيدا فرد إليك فيه روحك، واقتحم عليك
فيه ملكاك منكر ونكير لمساءلتك، وشديد امتحانك.
ألا وإنّ أول ما يسألانك عن ربك الذي كنت
تعبده، وعن نبيك الذي أُرسل إليك، وعن دينك الذي كنت تدين به، وعن كتابك الذي كنت
تتلوه، وعن إمامك الذي كنت تتولاه، ثم عن عمرك فيما أفنيته، ومالك من أين اكتسبته
وفيما أتلفته، فخذ حذرك وانظر لنفسك، وأعدّ للجواب قبل الامتحان والمساءلة
والاختبار؛ فإن تك مؤمنا تقيا عارفا بدينك، متبعا للصادقين، مواليا لاولياء الله
لقاك الله حجتك، وأنطق لسانك بالصواب فأحسنت الجواب، فبشرت بالجنة والرضوان من
الله والخيرات الحسان واستقبلتك الملائكة بالروح والريحان وإن لم تكن كذلك تلجلج
لسانك، ودحضت حجتك، وعييت عن