نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 88
ذلك أن الحب في حقيقته
ـ كما ينص على ذلك علماء النفس المسلمون وغيرهم ـ هو اعتقاد كمال المحبوب من كل
النواحي، ولذلك يستحيل على من يحب شخصا أن يرى عيبا من عيوبه، بل إنه يرى العيوب
نفسها كمالا، هذا بالنسبة للأشخاص العاديين؛ فكيف بمن حظي بتلك النسبة الشريفة، فكان
من رسول الله a، وكان رسول الله a منه.
وبذلك فإن هذا الجانب
العملي من هذه الأحاديث لا يدعو فقط إلى البحث عن القيم التي ارتبطت بهما
لالتزامها والعمل بها، وإنما يدعو قبل ذلك إلى التعامل معهما بالعاطفة المشحونة
بمشاعر الحب، ذلك أن تلك المشاعر هي الكفيلة بغرس كل القيم الرفيعة؛ فالحب أعظم
مدرسة تربوية، ذلك أن صفات المحبوب تنتقل بسلاسة وسهولة إلى المحب، وبقدر المحبة
التي امتلأ بها قلبه، ومن تلك الأحاديث:
[الحديث: 132] عن أبي هريرة قال: قال رسول الله a: (من أحب الحسن والحسين
فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني)[1]
[الحديث: 133] عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله a: (من أحب هؤلاء فقد أحبني
ومن أبغضهم فقد أبغضني)، يعني الحسن والحسين وفاطمة وعليا[2].
[الحديث: 134] عن سلمان أن رسول الله a قال: (الحسن والحسين من أحبهما أحببته،
ومن أحببته أحبه الله ومن أحب الله تعالى أدخله الله جنات النعيم، ومن أبغضهما أو بغى
عليهما أبغضته ومن أبغضته أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله نار جهنم، وله عذاب مقيم)[3]
[1]
رواه احمد وابن ماجة وابن سعد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والحاكم والبيهقي، سبل
الهدي والرشاد (11/57)