responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 87

تحملها، وهذا يعني أن ما أصابهما من كل أنواع البلاء أصاب رسول الله a نفسه، بل إن القتل الذي حصل في كربلاء، والذبح الذي حصل بعده، لم يكن للإمام الحسين فقط، وإنما كان لرسول الله a أيضا.. ولذلك عظمت المصيبة، واشتدت الرزية، وكان المصاب أعظم من أن يُعبر عنه، ومن تلك الأحاديث:

[الحديث: 130] عن المقدام بن معدي كرب أن رسول الله aقال: (الحسن مني، والحسين مني)[1]

[الحديث: 131] عن يعلى بن مرة العامري قال: قال رسول الله a: (حسين مني، وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، وحسين سبط من الأسباط)[2]

2 ـ ما ورد من الأحاديث الداعية إلى حبهما والتحذير من بغضهما وإذيتهما:

وهي لا تشير إلى تلك المشاعر العاطفية المجردة فقط، وإنما تدعو إلى الانسياق التام وراء المحبوب، وتبعية مطلقة له، كما وضح ذلك قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله﴾ [آل عمران: 31]، وبذلك فإنها تدعو إلى ضرورة التبعية المطلقة لهما، لأنه لا يصح في عالم الحب أن يجادل المحب محبوبه.

ولذلك فإن الذين يتحدثون عنهما بتلك النبرة الاستعلائية، والتي تجعلهم يناقشون حركاتهما، ويزنونها بما يتوهمونه من أوهام، وما يضعونه من موازين، لم تغب عنهم الحقائق الشرعية فقط، إنما غاب عنهم قبل ذلك وبعده تلك المشاعر العاطفية الجياشة التي دعا رسول الله a أن يُعاملا بها، لا لكونهما حفيدين لرسول الله a، وإنما لكونهما يمثلان الحقيقة والقيم التي أرادها الله، ولا يصح أن نناقش الله فيما أراد.


[1] رواه أحمد والطبراني في (الكبير) وابن عساكر، سبل الهدي والرشاد (11/57)

[2] رواه سعيد بن منصور والترمذي وحسنه، سبل الهدي والرشاد (11/73)

نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست