responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 66

أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: فأدبر علي مسرعا كأني أنظر إلى غبار قدميه يسطع[1].

ومع وضوح الحديث في الدلالة على المكانة الخاصة للإمام علي، والتي تدل عليها سائر أحاديث المناقب إلا أن النظرة الطائفية القاصرة حالت دون تفعيل الحديث في الواقع، بل توهمته مجرد خطاب عاطفي من رسول الله a لا علاقة له بالوحي الإلهي، وكأن ذلك التشبيه لا يختلف عن تشابيه الشعراء والأدباء.. لا كلام الأنبياء الذي لا يعتريه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

ومن تلك الأقوال التي صرف بها الحديث عن مفهومه الذي أراده رسول الله a، والذي تدل عليه غيره من الأحاديث ما عبر عنه ابن حزم بقوله: (وهذا لا يوجب له فضلاً على من سواه، ولا استحقاق الإمامة بعده، لأن هارون لم يل أمر بني إسرائيل بعد موسى عليهما السلام، وإنما ولي الأمر بعد موسى يوشع بن نون فتى موسى وصاحبه الذي سافر معه في طلب الخضر عليهما السلام، كما ولي الأمر بعد رسول الله a صاحبه في الغار الذي سافر معه إلى المدينة، وإذا لم يكن على نبياً كما كان هارون نبياً، ولا كان هارون خليفة بعد موت موسى على بني إسرائيل فصح أن كونه من رسول الله بمنزلة هارون من موسى إنما هو في القرابة فقط، وأيضا فإنما قال له رسول الله هذا القول إذ استخلفه على المدينة في غزوة تبوك، ثم قد استخلف قبل تبوك، وبعد تبوك في أسفاره رجالاً سوى علي، فصح أن هذا الاستخلاف لا يوجب لعلي فضلاً على غيره، ولا ولاية الأمر بعده، كما لم يوجب ذلك لغيره من المستخلفين)[2]


[1] رواه البخاري، فتح الباري 7/71، ح3706، ومسلم، 4/1870، ح2404، وأحمد 6/438، 6/369.

[2] الفصل 4/159-160.

نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست