خامسا ـ ما ورد في شأن
الناجين من الفتن وفضلهم وصفاتهم:
وهي أحاديث تتوافق مع نظيراتها في المصادر السنية، ومع القرآن الكريم،
والذي يبين أن نور الله لن ينطفئ أبدا، وأن القائمين على الحق سيظل لهم وجود، حتى
لا تنقطع الهداية والرعاية الإلهية، وقد سبق ذكر ما يدل على ذلك من القرآن الكريم
والأحاديث الواردة في المصادر السنية.
وقد قسمنا الأحاديث الواردة في هذا الشأن إلى قسمين:
1ـ الأحاديث الواردة في
الناجين من الفتن عموما:
وهي أحاديث كثيرة تتوافق مع نظيراتها في المصادر السنية، ومنها:
[الحديث: 826] قال رسول
الله a: (إنّ الإسلام بدأ غريباً، وسيعود غريباً، فطوبى للغرباء)[2]
[الحديث: 827] قال رسول
الله a ذات يوم ـ وعنده جماعة من أصحابه ـ: (اللهم، لقّني إخواني) مرتين،
فقال مَن حوله من أصحابه: (أمَا نحن إخوانك يا رسول الله؟!، فقال: (لا، إنكم
أصحابي، وإخواني قومٌ في آخر الزمان آمنوا ولم يروني، لقد عرّفنيهم الله بأسمائهم
وأسماء آبائهم، من قبل أن يخرجهم من أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم، لأحدُهم أشدُّ
بقيّةً على دينه من خرط القتاد في الليلة الظلماء، أو كالقابض على جمر الغضا،
أولئك مصابيج الدجى، ينجيهم الله من كلّ فتنةٍ غبراء مظلمة)[3]