نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 411
توجب على الأمة أن تراجع كل تراثها
ورواياتها في ذلك العهد، لأن بني أمية لم يكتفوا بالتسلط والاستبداد السياسي،
وإنما قاموا بثورة ثقافية ليجهزوا بها على كل قيم الدين النبيلة، لتتناسب مع نظام
حكمهم وقيمهم الجاهلية، ومن تلك الأحاديث:
[الحديث: 797] قال الإمام علي في خطبة
له: (ألا وإن أخوف الفتن عندي عليكم فتنة بني أمية، فإنها فتنة عمياء مظلمة: عمت
خطتها، وخصت بليتها، وأصاب البلاء من أبصر فيها، وأخطأ البلاء من عمي عنها. وأيم
الله لتجدن بني أمية لكم أرباب سوء بعدي، كالناب الضروس: تعذم بفيها، وتخبط بيدها،
وتزبن برجلها، وتمنع درها، لا يزالون بكم حتى لا يتركوا منكم إلا نافعا لهم، أو
غير ضائر بهم. ولا يزال بلاؤهم عنكم حتى لا يكون انتصار أحدكم منهم إلا كانتصار
العبد من ربه، والصاحب من مستصحبه، ترد عليكم فتنتهم شوهاء مخشية، وقطعا جاهلية،
ليس فيها منار هدى، ولا علم يرى.. نحن أهل البيت منها بمنجاة، ولسنا فيها بدعاة،
ثم يفرجها الله عنكم كتفريج الأديم: بمن يسومهم خسفا، ويسوقهم عنفا، ويسقيهم بكأس
مصبرة لا يعطيهم إلا السيف، ولا يحلسهم إلا الخوف، فعند ذلك تود قريش ـ بالدنيا
وما فيها ـ لو يرونني مقاما واحدا، ولو قدر جزر جزور، لأقبل منهم ما أطلب اليوم
بعضه فلا يعطونيه)[1]
[الحديث: 798] قال الإمام علي في خطبة
له يذكر بني أمية وتحريفهم للدين: (الحمد للّه المتجلّي لخلقه بخلقه، والظّاهر
لقلوبهم بحجّته، خلق الخلق من غير رويّة، إذ كانت الرّويّات لا تليق إلّا بذوي
الضّمائر، وليس بذي ضمير في نفسه، خرق علمه باطن غيب السّترات، وأحاط بغموض عقائد
السّريرات، اختاره a من شجرة الأنبياء، ومشكاة الضّياء، وذؤابة العلياء، وسرّة
البطحاء، ومصابيح الظّلمة، وينابيع الحكمة. طبيب دوّار