نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 409
عاقل فأعاتبك، وما
عندك خيرٌ يُرجى، ولا شرٌّ يُخشى، وما كنتُ ولو سببتَ عليا لأغار به عليك، لأنك
عندي لستَ بكفوٍ لعبدِ عبدِ علي بن أبي طالب ع فأردّ عليك واعاتبك، ولكن الله عز
وجل لك ولأبيك وأمك وأخيك بالمرصاد، فأنت ذرية آبائك الذين ذكرهم الله في القرآن
فقال: ﴿عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (4) تُسْقَى مِنْ
عَيْنٍ آنِيَةٍ (5) لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (6) لَا يُسْمِنُ
وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ﴾ [الغاشية: 3 - 7]
ولا ألومك أن تسبّ عليا
وقد قتل أخاك مبارزة، واشترك هو وحمزة بن عبدالمطلب في قتل جدك حتى أصلاهما الله
على أيديهما نار جهنم، وأذاقهما العذاب الأليم، ونُفي عمَّك بأمر رسول الله a.
وأما رجائي الخلافة،
فلعمر الله لئن رجوتُها فإن لي فيها لملتَمَسا، وما أنت بنظير أخيك ولا خليفة
أبيك، لأن أخاك أكثر تمرّدا على الله، وأشد طلبا لإراقة دماء المسلمين، وطلب ما
ليس له بأهل، يخادع الناس ويمكرهم، ويمكر الله والله خير الماكرين، وأما قولك: إن
عليا كان شر قريش لقريش، فو الله ما حقّر مرحوما، ولا قتل مظلوما.
وأما أنت يا مغيرة بن
شعبة، فانك لله عدو، ولكتابه نابذ، ولنبيه مكذّب، وأنت الزاني، وشهد عليك العدول
البررة الأتقياء، فأُخّرت عقوبتك، ودفع الحق بالباطل، والصدق بالأغاليط، وذلك لما
أعدّ الله لك من العذاب الأليم والخزي في الحياة الدنيا، ولعذاب الآخرة أخزى.
فبأيّ الثلاثة سببتَ
عليّا: أنقصا من حَسَبه، أم بُعداً من رسول الله a، أم سوء
بلاء في الإسلام، أم جوراً في حكم، أم رغبةً في الدنيا، إن قلت بها فقد كذبت
وكذّبك الناس.
أتزعم أن عليا قتل
عثمان مظلوما؟، فعليّ والله أتقى وأنقى من لائمه في ذلك، ولعمري إن كان عليّا قتل
عثمان مظلوما، فوالله ما أنت من ذلك في شيء، فما نصرته حيا ولا
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 409