نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 333
عين الفتنة، ولم يكن ليجترئ عليها أحد
غيري بعد أن ماج غيهبها، واشتدّ كلبها، فاسألوني قبل أن تفقدوني، فو الّذي نفسي
بيده لا تسألوني عن شيء فيما بينكم وبين السّاعة، ولا عن فئة تهدي مائة وتضلّ
مائة، إلّا أنبأتكم بناعقها، وقائدها وسائقها، ومناخ ركابها، ومحطّ رحالها، ومن
يقتل من أهلها قتلا، ومن يموت منهم موتا، ولو قد فقدتموني، ونزلت بكم كرائه
الأمور، وحوازب الخطوب، لأطرق كثير من السّائلين، وفشل كثير من المسؤولين، وذلك
إذا قلّصت حربكم، وشمّرت عن ساق، وضاقت الدّنيا عليكم ضيقا، تستطيلون معه أيّام
البلاء عليكم، حتّى يفتح الله لبقيّة الأبرار منكم) [1]
[الحديث: 421] قال الإمام علي في وقت الشورى
بعد وفاة عثمان: (لن يسرع أحد قبلي إلى دعوة حقّ، وصلة رحم، وعائدة كرم، فاسمعوا
قولي، وعوا منطقي، عسى أن تروا هذا الأمر من بعد هذا اليوم تنتضى فيه السّيوف،
وتخان فيه العهود، حتّى يكون بعضكم أئمّة لأهل الضّلالة، وشيعة لأهل الجهالة)[2]
[الحديث: 722] قال الإمام علي في خطبة له يحذر من
الفتن: (وأحمد الله وأستعينه على مداحر الشّيطان ومزاجره، والاعتصام
من حبائله ومخاتله، وأشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله،
ونجيبه وصفوته، لا يؤازى فضله، ولا يجبر فقده، أضاءت به البلاد بعد الضّلالة
المظلمة، والجهالة الغالبة، والجفوة الجافية، والنّاس يستحلّون الحريم، ويستذلّون
الحكيم، يحيون على فترة، ويموتون على كفرة، ثمّ إنّكم معشر العرب
أغراض بلايا قد اقتربت، فاتّقوا سكرات النّعمة، واحذروا بوائق النّقمة، وتثبّتوا في
قتام العشوة، واعوجاج الفتنة، عند طلوع جنينها، وظهور كمينها، وانتصاب قطبها،
ومدار رحاها، تبدأ
[1]
نهج البلاغة: الخطبة رقم(93)، وكتاب سليم بن قيس: ص 712- 713.