الأول: تأسي أئمة الهدى برسول الله a بالاهتمام بالفتن وأسبابها والحرص على التحذير منها مع بيان أن مصادرهم
فيها هي ما توارثوه من رسول الله a
من العلوم، وليس من العلم بالغيب الذي يقول به الغلاة.
الثاني: ما ورد في شأن هجر الوصية، وكيفية مواجهة أئمة الهدى لها، وقد رأينا أن
كل الأحاديث الواردة فيها متفقة مع نظيراتها في المصادر السنية، والتي تحذر من
تضييع الأمة لوصايا نبيها في حق عترتها.
الثالث: ما ورد في التحريفات الناتجة عن هجر الوصية.
الرابع: ما ورد في الفتن التي ستبتلى بها الأمة بسبب عدم مراعاتها للإمامة
والامتداد الرسالي، وهي نتيجة طبيعية لهجر الوصية.
الخامس: ما ورد في شأن الناجين من الفتن وفضلهم وصفاتهم وفضل الممهدين للإمام
المهدي.
أولا ـ اهتمام أئمة
الهدى بالفتن ومصادرهم فيها:
وهي
أحاديث كثيرة يذكر فيها أئمة الهدى أن مصادرهم في التعرف على الفتن هي القرآن
الكريم والنبوة، وأن كل ما يذكرونه منها ليس من عندهم، ولا من آرائهم ولا من
الاطلاع على الغيب، وإنما هي من العلوم التي لا يمكن أن تتحقق إمامتهم من دونها،
ومن تلك الأحاديث:
[الحديث: 717] قال الإمام علي: (لا يقولنّ أحدكم:
اللهمّ إنّي أعوذ بك من الفتنة، لأنّه ليس أحد إلّا وهو مشتمل على فتنة، ولكن من
استعاذ فليستعذ من مضلّات الفتن، فإنّ الله سبحانه يقول: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ
وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾ [الأنفال: 28])[1]
[الحديث: 718] بعد أن ذكر الإمام علي بعض النبوءات الغيبية، قال له بعض أصحابه: لقد
أعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب؟!، فضحك الإمام علي، وقال للرّجل وكان كلبيّا: (يا
أخا كلب، ليس هو بعلم غيب، وإنّما هو تعلّم من ذي علم، وإنّما علم الغيب: علم