نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 322
أهل
فتنة؛ فالحديث لا يقصد ذلك، وهو يتنافى مع قوله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا
النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا
وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ
اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [الحجرات: 13]، ولكن المقصود هو ربط تلك الجهات
بأحداث تقع فيها، مما يدخل في النبوءات الغيبية.
2. أن الجهات الشامية
أو اليمنية التابعة لنجد في فكرها ومواقفها نجدية وليست شامية ولا يمنية، ذلك أن
العبرة ليست بالأماكن، وإنما بالأفكار والمواقف، وقد ظهرت أكثر الفتن التي فرقت صف
الأمة، ونشرت الأحقاد بينها، في منطقة نجد المعروفة، حتى أن الرسائل والكتب التي
صدرت منها إبان الدعوة الوهابية سميت [مجموعة الرسائل والمسائل النجدية]
3. أنه مع وضوح الحديث،
ودلالته على نجد التي يعرفها العالم أجمع إلا أن المؤولة حاولوا صرفها عن محالها
الحقيقية، وتحويل المقصود منها إلى العراق، مع أن كل العلماء قبل الدعوة الوهابية،
كانوا يفهمون من نجد المنطقة المعروفة، كما قال ابن تيمية الذي يستند إليه أصحاب
الدعوة السلفية في أكثر أطروحاتهم: (قد تواتر عن النبي a إخباره بأن الفتنة ورأس الكفر من المشرق
الذي هو مشرق مدينته كنجد وما يشرق عنها).. ثم ساق بعض الأحاديث الواردة في ذلك في
الصحيحين وغيرهما إلى أن قال: (ولا ريب أن من هؤلاء ظهرت الردة وغيرها من الكفر،
من جهة مسيلمة الكذاب وأتباعه وطليحة الأسدي وأتباعه، وسجاح وأتباعها، حتى قاتلهم
أبو بكر الصديق ومن معه من المؤمنين، حتى قتل من قتل، وعاد إلى الإسلام من عاد
مؤمنا أو منافقا) [1]
بالإضافة إلى ذلك؛ فإن
معنى النجد في اللغة هو المرتفع، والرياض التي هي قاعدة