نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 318
ولذلك إن وقع الانحراف فيها جميعا، ارتفعت عناية الله تعالى بعباده،
بتوفير كل فرص الهداية لهم، وذلك مستحيل، ومن الأحاديث الواردة في هذا:
[الحديث:
696] ما ورد في الحديث من أن
الأمة لا تجتمع على ضلالة، وهو ما عبر عنه رسول الله a بقوله: (إن الله قد أجار أمتي من أن تجتمع على
ضلالة)[1]
والمراد بالإجماع هنا
إجماع الأمة، لا إجماع الطائفة الذي عبر عنه أحمد بقوله: (من ادعى الإجماع فقد كذب،
وما يدريك لعلهم اختلفوا)[2]، ذلك أنه لا يصح أن يسمى هذا النوع
إجماعا، فالأمة الإسلامية تشمل جميع الطوائف، لا طائفة بعينها، ولذلك فإن الذي
يذكر الإجماع يحتاج أن يعرف موقف المدارس الإسلامية المختلفة من القضية المطروحة.
[الحديث:
697] قال رسول الله a: (إن الله أجاركم من ثلاث خلال: أن لا يدعو عليكم نبيكم،
فتهلكوا جميعا، وأن لا يظهر أهل الباطل على أهل الحق، وأن لا تجتمعوا على ضلالة) [3]
أما ما روي في رواية
أخرى: (إن أمتي لا تجتمع على ضلالة، فإذا رأيتم اختلافا فعليكم بالسواد الأعظم)[4]
فغير صحيحة، وتتنافى مع
ما ورد في القرآن الكريم من ذم الكثرة، كما قال تعالى: ﴿ وَمَا أَكْثَرُ
النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ [يوسف: 103]، كما تتنافى مع
الأحاديث الواردة في مدح الغرباء والصالحين وبيان قلتهم.
ما
ورد في الحديث من أنه ستبقى طائفة ملتزمة بالحق:
[1]
أبو داود 4/98، حديث 4253، وابن ماجه، حديث رقم3950.