نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 269
لأعرف صفتهم في هؤلاء، يقولون الحق
بألسنتهم لا يجاوز هذا منهم، وأشار إلى حلقه، ومن أبغض خلق الله إليه، منهم أسود
إحدى يديه طبى[1] شاة أو حلمة ثدي،
فلما قتلهم عليٌ، قال: انظروا فنظروا فلم يجدوا شيئا، فقال: ارجعوا فوالله ما كذبت
ولا كذبت مرتين أو ثلاثا ثم وجدوه في خربة فأتوا به حتى وضعوه بين يديه[2].
ما ورد في تحذير بعض
الصحابة من المشاركة في الفتنة:
وهي
تشمل تلك الأحاديث التي يأمر فيها رسول الله a باعتزال الفتنة، وكسر السيوف، ولزوم البيوت، والتي توهم البعض
عمومها، ولو كان الأمر ذلك لكانت متناقضة مع الأحاديث الكثيرة التي يأمر فيها رسول
الله a بمتابعة الإمام علي، ونصره،
واعتبار ذلك حفظا للدين من التأويل والتحريف.
ولذلك
نحن بين أمرين: إما أن نرجح إحدي النوعين من الروايات، ونلقي الأخرى على الرغم من
كثرة الأحاديث الواردة فيها، والمتفق عليها بين الأمة جميعا، أو نفعّلهما جميعا،
وذلك باعتبار الروايات التي يدعو فيها رسول الله a إلى اعتزال الفتنة خاصة بأولئك الصحابة الذين شاركوا فيها، وكأن
رسول الله a يقول لهم: إن ابتليتم بالفتنة،
ولم تستطيعوا نصر الإمام علي، فاكتفوا بهذه الخطيئة، ولا تتجاوزوها إلى حربه..
ويدل
لهذا ما روي عن
أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله a: (يكون في هذه الأمة حكمان ضالان ضال من تبعهما)، قال سويد بن
غفلة، فقلت: يا أبا موسى أنشدك الله أليس إنما عناك رسول الله a، فقال: (إنها ستكون فتنة في
أمتي أنت فيها يا أبا موسى نائما خير منك قاعدا، وقاعدا خير منك قائما، وقائما خير
منك ماشيا؛ فخصك رسول الله a ولم