نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 251
وقد تلاعب بعضهم بهذا الحديث بما شاءت لهم أهواؤهم، فرووا في
نقضه أحاديث أخرى أقل منه درجة، لكنهم قدموها عليه، كما هو شأنهم في التلاعب
بالنصوص، منها هذه الرواية العجيبة التي تنطق ألفاظها بكذبها: (أول هذا الأمر نبوة
ورحمة، ثم يكون خلافة ورحمة، ثم يكون ملكًا ورحمة، ثم يتكادمون عليها تكادم
الحمير، فعليكم بالجهاد، وإن أفضل جهادكم الرباط، وإن أفضل رباطكم عسقلان)[1]
[الحديث: 500] ما حدث به عبد الله بن
عمرو بن العاص قال: كنت جالسا عند رسول الله a فقال: (يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على
غير ملتى)، قال: وكنت تركت أبي قد وضع له وضوءا، فكنت كحابس البول مخافة أن يجىء،
قال: فطلع معاوية، فقال النبي a: (هذا هو)[2]
قال الشيخ حسن بن فرحان معلقا عليه: (وهو صحيح الإسناد وفق
منهج أهل الحديث، إلا أن بعضهم إذا لم يلتزم بمنهجه الذي ارتضاه فهذا شأنه، كأي
جماعة أو دولة، فإذا وضعت دولة لها قانوناً فيه معايير الفساد، ثم لا تطبقه على
الفاسدين فهذا شأنها، ولا يعني أنهم غير فاسدين، والحديث قد روي بأسانيد على شرط
الصحيح، في قوة الرجال والاتصال في السند، ورجاله كلهم رجال الشيخين، وأشهر طرقه
طريق عبد الله بن عمرو بن العاص (وأرجح أنه أذاعه بعد موت معاوية وبعد توبته على
يد الحسين بن علي بمكة في أواخر عهد معاوية)، وقد روي بأسانيد أقل صحة عن جابر بن
عبد الله وعبد الله بن عمر، وله شواهد من طريق آخر عن ابن عمر (وبسبب ذلك هدد
معاوية بقتل عمر)، ولو كان