وهو من رواة أحاديث الفتن، والمخبر
بوقوعها، الذين أدركوا بأن الاختبارات الإلهية ليست متوقفة على فترة دون فترة، وأن
ادعاء الإسلام والصحبة ليسا كافيين، وقد قال في ذلك: (العجب من قوم مررت بهم آنفا،
يتمنون الفتنة، ويزعمون ليبتلينهم الله فيها بما ابتلى به رسول الله a وأصحابه، وأيم الله لقد
سمعت رسول الله a
يقول: (إن السعيد لمن جنب الفتن ـ يرددها ثلاثا ـ وإن ابتلي فصبر)، وأيم الله لا
أشهد لأحد أنه من أهل الجنة حتى أعلم بما يموت عليه بعد حديث سمعته من رسول الله a، سمعت رسول الله a يقول: (لقلب ابن آدم
أسرع انقلابا من القدر إذا استجمعت غليا)[2]
وروي من دفاعه عن آل بيت النبوة،
وتنفيذه لوصايا رسول الله a
في ذلك أنه قال: (ما رأيت مثل ما أوذي به أهل هذا البيت بعد نبيهم)، فقال له عبد
الرحمن بن عوف: وما أنت وذاك يا مقداد، فقال: (إني والله لأحبهم لحب رسول الله a إياهم، وإن الحق معهم وفيهم، يا عبد
الرحمن أعجب من قريش وإنما تطولهم على الناس بفضل أهل هذا البيت، قد اجتمعوا على
نزع سلطان رسول الله a بعده من أيديهم، أما
وأيم الله يا عبد الرحمن لو أجد على قريش أنصارا لقاتلتهم كقتالي إياهم مع النبي a يوم بدر)[3]
ويدل لهذا ما ورد في المصادر
الشيعية من أن الإمام الصادق ذكره في جملة الذين طالبوا بعد وفاة رسول الله a بتطبيق وصيته، وحكم الإمام
علي، ولم يرجعوا عن ذلك إلا خشية من تفرق صف المسلمين، فقد قال: (كان الذي أنكر
على أبي بكر اثنى عشر رجلا