نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 203
لما كان في سابق علمه أن يقدّر من عمر القائم في أيام غيبته
ما يقدّر، وعلم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول، طوّل عمر العبد
الصالح من غير سببٍ أوجب ذلك، إلا لعلة الاستدلال به على عمر القائم، وليقطع بذلك
حجة المعاندين لئلا يكون للناس على الله حجة)[1]
[الحديث: 417] وعن المفضّل بن عمر أنه قال: سألت سيدي الصادق عليه
السلام هل المأمول المنتظر المهدي عليه السلام مِنْ وقت موقّت يعلمه الناس؟ فقال:
حاشا لله أن يوقّت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا. فقلت: يا سيدي! ولم ذاك؟ قال: لأنه هو
الساعة التي قال الله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ
مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا
إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا
بَغْتَةً﴾ [الأعراف: 187]، وهو الساعة التي قال الله تعالى: ﴿
يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا﴾ [النازعات: 42]، وقال
عنده علم الساعة ولم يقل أنها عند أحد، وقال: ﴿فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا
السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ
إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ ﴾ [محمد: 18]، وقال: ﴿اقْتَرَبَتِ
السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾ [القمر: 1]، وقال: ﴿وَمَا
يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا
يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ
أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ
بَعِيدٍ﴾ [الشورى: 17، 18]، قلت فما معنى يمارون؟ قال: يقولون متى ولد، ومن
رآه، وأين يكون، ومتى يظهر؛ وكلُّ ذلك استعجالاً لأمر الله، وشكّاً في قضائه،
ودخولاً في قدرته، أولئك الذين خسروا الدنيا، وان للكافرين لشر مآب.. قلت: أفلا
يوقّت له وقت؟ فقال: (يا مفضّل! لا أوقِّت له وقتاً، ولا يوقّت له وقت؛ إنّ مَنْ
وقّت لمهدينا وقتاً فقد شارك الله تعالى في علمه، وادعى إنّه ظهر على سرِّه، وما
لله من سرٍّ إلاّ وقد وقع إلى هذا