نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 5
يحاول هذا الكتاب ذكر ما ورد في النصوص المقدسة من مواهب الله تعالى للصالحين
الذين جاهدوا نفوسهم في ذات الله إلى أن استقامت لهم، وصلحت، وصارت محلا لكل أنواع
الكرامة والفضل.
وذلك لتحفيز السائرين والسالكين إلى الله بما يعينهم على المجاهدات التي
يتطلبها السلوك، وهو منهج قرآني ونبوي في استعمال الترغيب والترهيب كوسائل للتزكية
والترقية.
وقد جمعنا فيه كل أصناف الترغيبات الإلهية سواء تلك التي توصف بكونها
معنوية وروحية، أو تلك التي توصف بكونها حسية ومرتبطة بالرغبات والغرائز البشرية.
ذلك أن الله تعالى رب الحس والمعنى، والظاهر والباطن، وقد استعمل كليهما
في ترغيب عباده في السير إليه، ولو خالفنا ذلك، أو احتقرنا بعض ما ذكره، نكون من
المبدلين والمغيرين.
وهو ما حصل للأسف في التراث الإسلامي المرتبط بهذه الجوانب، حيث احتقر
بعضهم ـ بسبب فهمه الخاطئ لما ورد في الإخلاص والتجريد ـ كل ذلك النعيم الحسي الذي
رغب الله تعالى فيه عباده، مع كونه مذكورا في القرآن الكريم، ولجميع الصالحين سواء
كانوا من المقربين أو غيرهم.
وهذا خلاف المنهج القرآني، وخلاف ما تقتضيه الفطرة السليمة؛ ففرق كبير
بين أن نعبد الله لله، ﴿مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [الأعراف: 29]،
وبين أن نطمع في فضله وكرمه وجوده الحسي والمعنوي.
ولهذا نرى نفس أولئك الأئمة الذين دعوا إلى الإخلاص المجرد، فقالوا: (إن
قوما
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 5