responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 262

إلى حالة لا يصلح معها لاستعمال الروح له.. وحينها يعود الإنسان من جديد إلى حقيقته المجردة.

فإن انشغل الإنسان بهذا الجسد، وراح يعطيه كل همومه، ويقضي له كل مآربه، وتاه عن روحه، وعن متطلباتها، شعر بألوان من المشاعر.. بعضها يشبه النشوة الوقتية المحدودة التي قد يسميها سعادة.. وبعضها الآخر يشبه الألم العظيم، والوحشة الشديدة التي يحاول سترها بالمزيد من جرعات النشوة المحدودة.

أما الأولى، فسبب لذتها ونشوتها هو كون السموم التي يتجرعها صاحبها ليست سموما مجردة، وإنما هي سموم تشبه السم المختلط بالعسل؛ فهو ـ عند تناوله ـ لذيذ مثله مثل سائر العسل.. لكن عمله في الجسم لا يختلف عن عمل السموم..

وقد عبر القرآن الكريم عن تلك النشوة بكونها مجرد تزيين لضرورة الابتلاء، فمن انشغل بالتزيين والنشوة المرتبطة به سقط في بحر الشقاء، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [النمل: 4]، ثم بين المصير الذي يصيرون إليه بعد زوال ذلك التزيين ونشوته، فقال: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ﴾ [النمل: 5]

وسر ذلك يعود إلى أن أولئك الذي شقوا بعد سعادتهم، عاشوا حياتهم يطعمون أجسادهم، ويغفلون عن أرواحهم، ولذلك عندما تزول أجسادهم عنهم، ومعها كل تلك الارتباطات التي عقدوها مع البيئة التي عاشوا فيها، يشعرون بالشقاء والألم، لأنهم يقدمون على عالم جديد، لم يهيئوا له أنفسهم.

وأما الثانية.. فسببها أنه عند انطفاء تلك اللذة الوقتية، وعودة الإنسان إلى حقيقته، يشعر أن ما كان يتوهمه من سعادة، لم يكن حقيقة، وإنما كان سرابا، أو كذبة كبيرة كذبها على

 

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست