responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 261

السعاده الحقیقه

من مواهب الله تعالى لعباده لتحفيزهم للسير إليه، وإعانتهم على ذلك، ما يمكن تسميته [السعادة الحقيقية]([234])، وأشير بها إلى تلك الغاية العظمى التي من قصر في معرفتها، أو تاه عنها، ابتلي بالشقاء، وعاش محروما من أفضل ما خلق الله من النعم على عباده.

ولذلك كان العلم بها ليس مستحبا ولا فرضا فقط.. بل كان من الضرورات التي تميز العقلاء عن غيرهم.. فالعاقل هو الذي يبحث عن السعادة في محلها الصحيح، حتى لا تسلبه الشياطين عن نفسه؛ فتسقيه السموم المغلفة بغلاف السعادة، فيعيش شقيا، وإن ظن أو توهم أنه سعيد.

والأمر في ذلك يشبه تلك المخدرات التي يتناولها المدمن عليها؛ فيشعر للحظات بنشوتها ولذتها، ويعيش بعض السعادة بتلك النشوة، لكن سمومها سرعان ما ترتد عليه، فيتحول إلى شقاء عظيم لا يكاد يفلت منه إلا بتزويد جرعات السم.. وتزويد جرعات الشقاء.

والأمر ليس قاصرا على المخدرات، بل على كل الذنوب والمعاصي التي لا دور لها سوى حجب حقيقة الإنسان عن قبلة السعادة الأبدية؛ فيعيش بعض لحظات الوهم، ثم يشقى بعده الشقاء الذي لا يمكن لذاته تحمله.

وحتى تستوعب هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن حقيقة الإنسان هي روحه، لا جسده، فالله ما خلق لنا هذا الجسد الذي نعيش به على هذه الأرض إلا لفترة محدودة، ولضرورة الابتلاء، فلذلك كان معرّضا لكل ألوان البلاء والفساد.. ونهاية البلاء هي تحوله


[234] نقلنا هذا المقال كاملا من كتاب [هكذا تكلم لقمان] من سلسلة [رسائل السلام]، لأنا وجدناه وافيا بالغرض.

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 261
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست