نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 258
ومثله قوله تعالى: ﴿جَنَّاتُ
عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا
وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33) وَقَالُوا الْحَمْدُ لله الَّذِي أَذْهَبَ
عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ﴾ [فاطر: 33، 34]، والتي
يشير دعاء المؤمنين فيها إلى المعاناة التي عانوها في الدنيا.
وهكذا يمتلئ القرآن الكريم بمشاهد الرفاه والترف والنعيم الحسي لأهل
الجنة، فيذكر نقاوة جوها وصفائه، وخلوه من كل المكدرات الموجودة في الدنيا، قال
تعالى: ﴿مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا
شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا﴾ [الإنسان: 13]، أي أنهم لا يرون شمسا يتأذون
بحرها، ولا زمهريرا يتأذون ببرده.
وهكذا ذُكرت ظلال الجنة، والتي لا تعني وجود حرارة في الجنة، وإنما تعني
البعد الجمالي لها، قال تعالى: ﴿وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا ﴾
[النساء: 57]، وقال: ﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا﴾
[الرعد: 35]
وهكذا ذُكرت قصورها وحورها وأنهارها ليعيش المؤمن في غاية السعادة في
انتظار النعيم الذي أُعد له، والذي أُخبر بأنه نتيجة لعمله.. وكلما كان عمله أكثر
صلاحا، كان نعيمه أكثر جودة ووفرة.
ولهذا يفرق الله تعالى بين نعيم أهل اليمين ونعيم المقربين، فقد ورد في
سورة الواقعة الإشارة إلى بعض مجامعه، والتفريق بينه وبين نعيم أصحاب اليمين، قال
تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ
(11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ
مِنَ الْآخِرِينَ (14) عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا
مُتَقَابِلِينَ (16) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ
وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا
يُنْزِفُونَ (19) وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا
يَشْتَهُونَ (21) وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23)
جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 258