نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 243
من مواهب الله تعالى لعباده لتحفيزهم للسير إليه، وإعانتهم على ذلك، ما
يمكن تسميته [الفرح الصادق]، وأشير به إلى ما وردت الإشارة إليه في قوله تعالى: ﴿قُلْ
بِفَضْلِ الله وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا
يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58]
والفرح هو عبارة عن تلك المشاعر المتجددة، التي تحصل للقلب عند حصوله على
ما يشتهيه مما كان غائبا عنه، أو لم يكن في يديه.. ولذلك تتجدد الحياة السعيدة
بتجدده، ولذلك ربط الله تعالى الفرح بالزمان، فقال: ﴿ وَيَوْمَئِذٍ
يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ الله يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ
الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ [الروم: 4، 5]
ولهذا ذكر الله تعالى تجدد الفرح كل
حين للشهداء بسبب ما يرونه من النعيم المتجدد، أو ما يحصلون عليه من أخبار عن
إخوانهم الذين تركوهم من بعدهم، قال تعالى: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ
قُتِلُوا فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ
يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ
وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا
خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ
الله وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [آل
عمران: 169 - 171]
وفي الحديث عن رسول الله a أنه قال: (للصائم فرحتان فرحةٌ عند
فطوره، وفرحةٌ عند لقاء ربه) ([218])
ولا شك في كونه من أكثر المشاعر
تعبيرا عن السعادة، ولهذا يحرص البشر في حياتهم الدنيا على محاولة تحصيله، وبكل
الطرق الممكنة، وإن كان أكثرها من الطرق الخاطئة، ذلك