نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 242
والمحافظة على أداء الواجبات
مطلقاً في أوقاتها، والمسارعة إلى الخيرات، وإزالة الغل والحقد والحسد وسوء الظن
من صدره، وطهارة القلب من كل صفة مذمومة، وتحليته بالمراقبة مع الأنفاس، ومراعاة
حقوق الله في نفسه وفي الأشياء، وتفقد آثار ربه في قلبه، ومراعاة أنفاسه في خروجها
ودخولها، فيتلقاها بالآداب إذا وردت عليه)([215])
ولهذا يذكر الصالحون كراهيتهم لحصول
الكرامات، خشية أن تكون استدراجا لهم، كما عبر عن ذلك بعضهم بقوله: (من لم يكن
كارهاً لظهور الآيات وخوارق العادات منه كراهية الخلق لظهور المعاصي فهو في حقه
حجاب وسترها عليه رحمة، فإن خرق عوائد نفسه لا يريد ظهور شيء من الآيات وخوارق
العادات له بل تكون نفسه عنده أقل وأحقر من ذلك، فإذا فنى عند إرادته جملة فكان له
تحقيق في رؤية نفسه بعين الحقارة والذلة حصلت له أهلية ورود الألطاف والتحقيق
بمراتب الصديقين)([216])
وقال آخر: (الكُمَّل يخافون من وقع
الكرامات على أيديهم ويزدادون بها وجلاً وخوفاً لاحتمال أن تكون استدراجاً)([217])
هذا
ما ورد في النصوص المقدسة، وما قاله الحكماء والصالحون عن أنواع الكرامات؛ فاحرص ـ
أيها المريد الصادق ـ على أن تنال أشرفها وأكملها وأعظمها، وهو ذلك الذي يزد في
قربك من ربك؛ فلا خير في شيء يبعدك عنه.
[215] الشيخ معروف النودهي، شرح الخارق وجرح
المارق، ص 191.