نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 239
بالعجز عن إصلاح حال خواصّ
إخوانهم)، فرد عليه الإمام السجاد بقوله: (هكذا قالت قريش للنبي a: كيف يمضي إلى بيت المقدس
ويشاهد ما فيه من آثار الأنبياء من مكّة ويرجع إليها في ليلة واحدة من لا يقدر أن
يبلغ من مكة إلى المدينة إلّا في اثني عشر يوما؟! وذلك حين هاجر منها.. جهلوا
والله أمر الله وأمر أوليائه معه، إنّ المراتب الرفيعة لا تنال إلّا بالتسليم لله
جلّ ثناؤه، وترك الاقتراح عليه، والرضا بما يدبرهم به، إنّ أولياء الله صبروا على
المحن والمكاره صبرا لم يساوهم فيه غيرهم، فجازاهم الله عزّ وجلّ عن ذلك بأن أوجب
لهم نجح جميع طلباتهم، لكنّهم مع ذلك لا يريدون منه إلّا ما يريده لهم) ([203])
ولهذا يتفق الصالحون والحكماء على
أن الكرامات الحقيقية لا ترتبط بتلك الخوارق الحسية، والتي قد تكون استدراجا أو
اختبارا، وإنما بالصلاح والاستقامة؛ فهي أعظم كرامة إلهية.
وقد عبر عن ذلك بعضهم، فقال: (الكرامة: هي أن تبدل
خلقاً مذموماً من أخلاقك)([204])