responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 239

بالعجز عن إصلاح حال خواصّ إخوانهم)، فرد عليه الإمام السجاد بقوله: (هكذا قالت قريش للنبي a: كيف يمضي إلى بيت المقدس ويشاهد ما فيه من آثار الأنبياء من مكّة ويرجع إليها في ليلة واحدة من لا يقدر أن يبلغ من مكة إلى المدينة إلّا في اثني عشر يوما؟! وذلك حين هاجر منها.. جهلوا والله أمر الله وأمر أوليائه معه، إنّ المراتب الرفيعة لا تنال إلّا بالتسليم لله جلّ ثناؤه، وترك الاقتراح عليه، والرضا بما يدبرهم به، إنّ أولياء الله صبروا على المحن والمكاره صبرا لم يساوهم فيه غيرهم، فجازاهم الله عزّ وجلّ عن ذلك بأن أوجب لهم نجح جميع طلباتهم، لكنّهم مع ذلك لا يريدون منه إلّا ما يريده لهم) ([203])

ولهذا يتفق الصالحون والحكماء على أن الكرامات الحقيقية لا ترتبط بتلك الخوارق الحسية، والتي قد تكون استدراجا أو اختبارا، وإنما بالصلاح والاستقامة؛ فهي أعظم كرامة إلهية.

وقد عبر عن ذلك بعضهم، فقال: (الكرامة: هي أن تبدل خلقاً مذموماً من أخلاقك)([204])

وقال آخر: (الكرامة: هي الاستقامة)([205])

وقال آخر: (واعلم أن من أجلّ الكرامات التي تكون للأولياء دوام التوفيق للطاعات، والحفظ من المعاصي والمخالفات)([206])


[203] أمالي الصدوق: 367، بحار الأنوار ج 46/ 20.

[204] الشيخ عمر بن سعيد الفوتي، رماح حزب الرحيم على نحور حزب الرجيم (بهامش جواهر المعاني وبلوغ الأماني) ج 1 ص 131.

[205] الشيخ محمد أبو المواهب الشاذلي، قوانين حكم الإشراق، ص 110 0

[206] القشيري، الرسالة القشيرية، ص 160.

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست