نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 189
والتفهيم الإلهي.
فإن هو أضاف إلى ذلك تزكية نفسه وتطهيرها، وتحويل قلبه إلى مرآة صقيلة
تتجلى فيها الحقائق؛ فإن رحمة الله تعالى تتداركه ليتنزل عليه من الفهوم والعلوم
ما لم يكن يخطر له على بال، كما يشير إلى ذلك قوله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا
اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾
[البقرة: 282]، وقوله عن الخضر عليه السلام: ﴿فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ
عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا
عِلْمًا ﴾ [الكهف: 65]
إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن النوع الأول من التعليم
والتفهيم الإلهي لا يمكن أن يتحقق لك إلا بالرجوع إلى كلمات ربك المقدسة؛ فهي
وحدها من يعصمك من كل التأويلات والتحريفات التي طرأت على دينك، كما طرأت على سائر
الأديان.
واحذر من أن تكون من أولئك الذين زعموا لأنفسهم أنهم أهل الكتاب، وهم
أبعد الناس عنه، أولئك الذين يحرفون الكلم عن مواضعه، أو يغلّبون متشابهه على
محكمه، كما قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ
آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا
الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ
الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا الله
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ
رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [آل عمران: 7]
وفي الحديث عن رسول الله a أنه قال: (فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى
الله فاحذروهم) ([147])
ولذلك اعتصم بنبيك a وبالراسخين في العلم الذين ذكر الله تعالى أن لديهم علم